التصنيفات
اسلاميات

عبادة الحب في الله في الاسلام

عبادة ط§ظ„ط­ط¨ في الله
الحمد لله والصلاة والسلام على حبيب ط§ظ„ظ„ظ‡ محمد بن عبد ط§ظ„ظ„ظ‡ ، وبعد :

أحبتي في ط§ظ„ظ„ظ‡ :

عبادة عظيمة وأجر وافر يغفل عنه كثير من الناس مع أن الحاجة ماسة إلى تلك العبادة في كل حين ، وفي الآونة الأخيرة أشد .

لقد عملوا للحب عيدا ً ، ولا يخفى ما فيه مما لا يرضي الرب جل وعلا .

، فما أحوجنا نحن المسلمون إلى تلك العبادة الأصيلة .

فما هي تلك العبادة ؟ ، وما فضلها ، وشروطها ، وواجباتها ، وتعالوا نمتع الآذان بشيء من أخبار المتحابين في ط§ظ„ظ„ظ‡ .

الحب أصله في لغة العرب الصفاء لأن العرب تقول لصفاء الأسنان حبب .

وقيل مأخوذ من الحـُباب الذي يعلوا المطر الشديد .

وعليه عرفوا المحبة بأنها : غليان القلب عند الاحتياج للقاء المحبوب .

وقيل مأخوذ من الثبات ومنه أحب البعير إذا برك .

، فكأن المحب قد لزم قلبه محبة من يحب فلم يرم عنه انتقالا ً .

، وقيل غير ذلك .

أحبابنا في ط§ظ„ظ„ظ‡ :

الحب من طبيعة الإنسان ، فالحب عمل قلبي ، ولذا كان ط§ظ„ط­ط¨ موجود منذ وجد الإنسان على ظهر هذه الأرض ، فآدم يحب ولده الصالح ، وابني آدم كان ما بينهما بسبب المحبة ، وتظل المحبة على وجه الأرض ما بقي إنسان .

، ولما كانت المحبة بتلك المنزلة جاء الإسلام ليهذبها ، ويجعل هذا الرباط من أجل ط§ظ„ظ„ظ‡ ، فالمؤمن يحب من أجل ط§ظ„ظ„ظ‡ ويبغض لله يوالي له ويعادي له ، وهكذا الحياة كلها لله " قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له "

وقد امتن ط§ظ„ظ„ظ‡ عز وجل بهذا التأليف للقلوب قال سبحانه وبحمده " يا أيها الذين آمنوا اتقوا ط§ظ„ظ„ظ‡ حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون واعتصموا بحبل ط§ظ„ظ„ظ‡ جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة ط§ظ„ظ„ظ‡ عليكم إذ كنتم أعداءا ً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا ً وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين ط§ظ„ظ„ظ‡ لكم آياته لعلكم تعقلون "

ـ وقال جل وعلا : " وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ًما ألفت بين قلوبهم " .

" محمد رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم "

هذه المحبة امتدت لتشمل من رأيناهم ومن لم نرهم .

تأملوا في تلك الآية " والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا " فسبحانك ربي محبة تربط أجيال بأجيال أخرى لم يحصل بينهم أي تلاقى ٍ للأجساد ولكن جمعتهم المحبة في ط§ظ„ظ„ظ‡ .

يجلس النبي صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم مع أصحابه فيقول وددت لو لأني رأيت أحبابي قالوا يا رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ ألسنا أحبابك قال أنتم أصحابي أحبابي يأتون بعدي آمنوا ولم يروني .

تخيل .. بل تأمل .. النبي صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم يحبك أنت ويشتاق لك .
ولذا وجد في الأمة من يتمنى رؤية النبي صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم بما له من أهل ومال .

، فانظر إلى جيل التابعين ثبت في مسند الإمام أحمد عن محمد بن كعب القرظي قال : قال فتى منا لحذيفة بن اليمان يا أبا عبد ط§ظ„ظ„ظ‡ رأيتم رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم وصحبتموه ؟ قال نعم يا ابن أخي ، قال فما كنتم تصنعون ؟ قال والله لقد كنا نجهد ، قال والله لو أدركناه ما تركناه يمشي على الأرض ولجعلناه على أعناقنا .

وهذه المحبة الخاصة بالنبي صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم ممتدة لأهل الإيمان وإن كانت في حق النبي صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم ينبغي أن تقدم على النفس والأهل والمال ، فإن محبة المؤمنين أيضا هي من الإيمان .

* نعم المحبة لها علاقة بالإيمان : في الصحيحين من حديث البراء أن النبي صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم قال في الأنصار : لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق.

* بل إن بها حلاوة الإيمان : في الصحيحين من حديث أنس رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنه أن رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم قال : ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان : أن يكون ط§ظ„ظ„ظ‡ ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه ط§ظ„ظ„ظ‡ منه كما يكره أن يقذف في النار
* ، وبها يستكمل الإيمان : فعن أبي أمامة رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنه من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان . رواه أبو داود .

* بل هي أوثق عرى الإيمان : عن ابن عباس رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنهما مرفوعا ً : أوثق عرى الإيمان الموالاة في ط§ظ„ظ„ظ‡ والمعاداة في ط§ظ„ظ„ظ‡ والحب في ط§ظ„ظ„ظ‡ والبغض في ط§ظ„ظ„ظ‡ . رواه الطبراني وحسنه الأرناؤط .

* وهي طريق إلى الجنة : روى مسلم من حديث أبي هريرة والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم .

* وتجلب محبة ط§ظ„ظ„ظ‡ : في موطأ مالك بإسناد صحيح وصححه بن حبان والحاكم ووافقه الذهبي عن أبي إدريس الخولاني قال دخلت مسجد دمشق فإذا فتى براق الثنايا ( أي أبيض الثغر كثير التبسم ) وإذا الناس معه فإذا اختلفوا في شيء أسندوه إليه وصدروا عن رأيه فسألت عنه فقيل هذا معاذ بن جبل رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنه ، فلما كان من الغد هجرت فوجدته قد سبقني بالتهجير ووجدته يصلي فانتظرته حتى قضى صلاته ثم جئته من قبل وجهه فسلمت عليه ثم قلت والله إني لأحبك في ط§ظ„ظ„ظ‡ فقال آالله ؟ فقلت ط§ظ„ظ„ظ‡ ، فقال آلله ؟ فقلت ط§ظ„ظ„ظ‡ ، فأخذني بحبوة ردائي فجبذني إليه ، فقال أبشر فإني سمعت رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم يقول : قال ط§ظ„ظ„ظ‡ تعالى : وجبت محبتي للمتحابين في والمتجالسين في والمتباذلين في .

، روى مسلم من حديث أبي هريرة رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنه أن رجلا زار أخا له في قرية أخرى فأرسل ط§ظ„ظ„ظ‡ له على مدرجته ملكا ً ….. فقال إن ط§ظ„ظ„ظ‡ قد أحبك كما أحببته فيه .

* بل تجلب محبة الملأ الأعلى أجمعين مع القبول في الأرض : في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنه : إذا أحب ط§ظ„ظ„ظ‡ عبدا دعى جبريل فقال يا جبريل إني أحبه فأحبه فيحبه جبريل ثم ينادي جبريل في أهل السماء إن ط§ظ„ظ„ظ‡ يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض .

هذا غيض من فيض في الدنيا ، فإذا حقت الحاقة ووقعت الواقعة وزلزلت الأرض زلزالها ودنت الشمس من الرؤوس فحدث و لا حرج عن الكرامات لهؤلاء المتحابين بجلال ط§ظ„ظ„ظ‡ .

يظلهم ط§ظ„ظ„ظ‡ في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله ، وتأمل في هذا الرابط الوثيق بين كون المحبة لله وكون الظل في ظل عرش ط§ظ„ظ„ظ‡ .
في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنه سبعة يظلهم ط§ظ„ظ„ظ‡ في ظله يوم لا ظل إلا ظله .

وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنه أن النبي صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم أخبر أن ط§ظ„ظ„ظ‡ يقول يوم القيامة : أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي .

* ط§ظ„ط­ط¨ في ط§ظ„ظ„ظ‡ سبب في دخول الجنة ، فهي من الأعمال الصالحة التي تستوجب حسن الثواب ، ولها ثواب خاص

روى الترمذي بسند حسن صحيح عن معاذ بن جبل رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنه قال سمعت رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم يقول : المتحابون بجلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء .

، وأخرج ابن حبان بإسناد صحيح عن أبي هريرة رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنه قال رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم : إن من عباد ط§ظ„ظ„ظ‡ عباداً ليسوا بأنبياء يغبطهم الأنبياء والشهداء قيل: من هم لعلنا نحبهم ؟ قال : هم قوم تحابوا بنور ط§ظ„ظ„ظ‡ من غير أرحام ولا أنساب، وجوههم نور، على منابر من نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس ، ثم قرأ: " ألا إن أولياء ط§ظ„ظ„ظ‡ لا خوف عليهم ولا هم يحزنون " فجثا رجل من الأعراب من قاصية الناس، وألوى إلى النبي صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم فقال: يا رسول الله: ناس من المؤمنين ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء على مجالسهم وقربهم؛ انعتهم لنا. فسر وجه رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم بسؤال الأعرابي فقال: هم ناس من أفناء الناس، ونوازع القبائل، لم تصل بينهم أرحام متقاربة، تحابوا في ط§ظ„ظ„ظ‡ وتصافوا، يضع ط§ظ„ظ„ظ‡ لهم يوم القيامة منابر من نور فيجلسهم عليها، فيجعل وجوههم نورا، وثيابهم نورا، يفزع الناس يوم القيامة ولا يفزعون وهم أولياء ط§ظ„ظ„ظ‡ الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون رواه أحمد ورجاله ثقات.

اللهم أظلنا في ظلك يوم لا ظل إلا ظلك .

، في الصحيحين من حديث أنس رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنه أن النبي صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم قال : المرء مع من أحب .

اللهم إنا نحب نبيك صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم والصالحين أجمعين فاحشرنا معهم بمنك وكرمك .

أحبتي :

للمحبة في ط§ظ„ظ„ظ‡ شروط منها :

1 ـ أن تكون لله ، فكل عمل لغير ط§ظ„ظ„ظ‡ لا يقبله ط§ظ„ظ„ظ‡ ، ومعنى كونها لله أنها لا تتأثر ببياض أو سواد أو حزب أو جماعة أو بلد أو عرق بل هي لله وحده لا شريك له .

2 ـ أن تكون على الطاعة ، فالحب في ط§ظ„ظ„ظ‡ طاعة لله ، فهل تستغل طاعة ط§ظ„ظ„ظ‡ لشيء محرم ؟ ! .

3 ـ أن تشتمل على التناصح ، فالمؤمن ناصح للمؤمنين أجمعين ، والنبي صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم يقول كما في صحيح مسلم من حديث أبي رقية تميم بن أوس الداري رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنه : الدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة .
أحبتي

للمحبة في ط§ظ„ظ„ظ‡ واجبات منها :
1 ـ إخبار من يحب .

فعن المقداد بن معدِيكرب رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنه عن النبي صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم قال : إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه . رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن .
2 ـ أن تحب له ما تحب لنفسك .

لحديث أنس بن مالك رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنه عن النبي صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم قال : لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه .
3 ـ الهدية .

في سنن البيهقي عن أبي هريرة رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنه أن النبي صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم قال : تهادوا تحابوا .
4 ـ إفشاء السلام .

في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنه : أن رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم قال : لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم .
5 ـ البذل والتزاور .

والمقصود البذل بمعناه الواسع بذل من الوقت والجهد والعلم والمال .

إن أخاك الحق من كان معـك * * * ومن يضـر نفسه لينفعك

ومن إذا ريب الزمان صـدعك * * * شتت فيك شمله ليجمعك
ومن عجـب ٍ أني أحـن إليهم * * * وأسأل عنهم من لقيت وهم معي

وتطلبهم عيني وهم في سوادها * * * ويشتاقهم قلبي وهم بين أضلعي

أتســعدنا بقــربكم الليـالي * * * وصبح الوصل يمحو القاطعات ِ

أحبتي :

هيا نشوق الآذان بشيء من أخبار أولئك الأعلام :

* في البخاري وغيره عن عبد الرحمن بن عوف قال : آخى النبي صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم بيني وبين سعد بن الربيع ، فقال سعد : إني أكثر الأنصار مالا ً، فأقسم لك شطر مالي ، وانظر أي زوجتيَّ هويت نزلت لك عنها فإذا هي حلت تزوجتها ، فقال له عبد الرحمن:لا حاجة لي في ذلك ولكن هل من سوق ٍ فيه تجارة ؟ .
* وهذا علي بن أبي طالب رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنه يقول لابنه الحسن : يا بني الغريب من ليس له حبيب .

* وقال الحسن البصري : إخواننا أحب إلينا من أهلينا ، إخواننا يذكروننا بالآخرة وأهلونا يذكروننا بالدنيا .

* ، وقال بعض السلف إن الذباب ليقع على صديقي فيشق علي .

* وهؤلاء سافروا فلما أظلم عليهم الليل دخلوا غار وكان البرد شديد وليس للغار باب فانظروا لروعة فعل أحد المحبين يقول فقمت مقام الباب أي أنه اشتغل في تلك بعمل جسده بابا للغار حتى لا يدخل البرد فيؤذي أحبابه
وأختم بهذه الأبيات الرائعة للإمام الشافعي رحمه ط§ظ„ظ„ظ‡ :

إذا المرء لا يرعـاك إلا تكلفــا * * * فدعه ولا تكثر عليه التأسفــــا

ففي الناس أبدال وفي الترك راحة * * * وفي القلب صبر للحبيب ولو جفـا

فما كل من تهـواه يهواك قلبـه * * * ولا كل من صافيته لك قد صفــا

إذا لم يكـن صـفو الود طبيعـة * * * فلا خيـر في ود يجيء تكلفـــا

ولا خير في خِل ٍ يخـون خليـله * * * ويلقـاه من بعـد المودة بالجـفـا

وينـكر عيشا ً قد تقـادم عهـده * * * ويظهـر سرا ً كان بالأمس قد خفا

سلام ٌ على الدنيا إذا لم يكـن بها * * * صديق ٌصدوق ٌصادق الوعد منصفا

وتقبلوا مني حبي لكم جميعا في ط§ظ„ظ„ظ‡ ، وغدا نلقى الأحبة محمد صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم وصحبه رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنهم أجمعين .


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات

اللهم ارزق احبتي القلب الصحيح اسلاميات

[align=center]«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»والله يا ط§ط­ط¨طھظٹ الله سباحنه وتعالى كريم معنا بس احنا مو حاسين بكرم وسماحة رب العالمين الله يعين امة الاسلام«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»[/align]

[align=center]اللهم ارزق احبتي القلب الصحيح 275_1194178932.gifالقلب الصحيح:
هو ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ السليم، حيث لا ينجو يوم القيامة امرؤ إلا من أتى الله به قال تعالى ( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليمٍ0000)0

علامات ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ الصحيح:
إخلاص العمل لله والعمل بالشهادتين
المحافظة على الصلاة
التنافس على الآخرة
تذكر الموت
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
ترك الحسد والغيبة والنميمة
قراءة القرآن الكريم
اللهم ارزق احبتي القلب الصحيح 275_1194178932.gif[/align]

[align=center]اللهم ارزق احبتي القلب الصحيح 275_1194178932.gifعن شيخ السلام اب تيميةاللهم ارزق احبتي القلب الصحيح 275_1194178932.gif[/align]


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات

مكتبة ضخمة من الكتب الإسلامية الشريعة

[ALIGN=CENTER][ALIGN=CENTER]

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخوة الكرام اليكم هذه المكتبة الضخمة من ط§ظ„ظƒطھط¨ ط§ظ„ط¥ط³ظ„ط§ظ…ظٹط© عسى ان تكون فيها الفائدة

قبل ان نبدأ في استعراض ط§ظ„ظƒطھط¨
هذه بعض البرامج التي سوف تحتاجها في فك ضغط ط§ظ„ظƒطھط¨
برنامج winzip
http://www.mohtrev.com/file_donlod/arabwinzip.exe
برنامج winrar
http://download.powerarchiver.com/powarc800.exe

وهذا برنامج اكروبات ريدر لاستعراض ط§ظ„ظƒطھط¨ وقراءتها
http://ardownload.adobe.com/pub/ado…/arme505ara.zip
http://www.adobe.com/images/get_adobe_reader.gif
————————————————————————-

والآن نبدأ على بركة الله ,,,

القرآن الكريم
http://list4test.com/tako/is/qr/Quranis.zip

(القران الكريم بالرسم العثماني) New
الحجم : 2.95mb
http://ep1.bilal-prayer.com/Downloads/Quran.zip
او
http://ep.bilal-prayer.com/Downloads/Quran.zip
أو
http://ep3.bilal-prayer.com/Downloads/Quran.zip

المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم
http://www.qurancomplex.org/idindex/

Qurtubi (تفسير القران) للقرطبي
الحجم : 4.21mb
http://ep1.bilal-prayer.com/Downloads/qurtbi.exe
او
http://ep.bilal-prayer.com/Downloads/qurtbi.exe
أو
http://ep3.bilal-prayer.com/Downloads/qurtbi.exe

Jalalin (تفسير القران) الجلالين
الحجم : 499kb
http://ep1.bilal-prayer.com/Downloads/jalalin.exe
او
http://ep.bilal-prayer.com/Downloads/jalalin.exe
أو
http://ep3.bilal-prayer.com/Downloads/jalalin.exe

تفسير جزء عم
http://www.binothaimeen.com/soft/JozaaAma.exe
تفسير القران الكريم الفاتحه وسورة البقره الجزء الاول
http://www.binothaimeen.com/soft/TafseerAlquran1.exe
تفسير القران سوره البقره الجزء الثاني
http://www.binothaimeen.com/soft/TafseerAlquran2.exe

تفسير سوره البقره الجزء الثالث
http://www.binothaimeen.com/soft/TafseerAlquran3.exe
تفسير سوره الكهف
http://www.binothaimeen.com/soft/Tafseer-Alkahf.exe

( اعجاز القران )
الحجم : 24.3mb
http://ep1.bilal-prayer.com/Downloads/Ijaz.exe
او
http://ep.bilal-prayer.com/Downloads/Ijaz.exe
أو
http://ep3.bilal-prayer.com/Downloads/Ijaz.exe

( دعاء ختم القران )
الحجم : 2.19mb
http://ep1.bilal-prayer.com/Downloads/Doaa.exe
او
http://ep.bilal-prayer.com/Downloads/Doaa.exe
أو
http://ep3.bilal-prayer.com/Downloads/Doaa.exe

برنامج الموسوعة القرآنية المتخصصة
الحجم : 15.6MB
http://www.alazhr.com/programs/qencyc.zip

الفوز الكبير في الجمع بين قراءتي عاصم وابن كثير
http://www.tarteel.com/software/fawz_kabir.zip
الجدول العذب النمير في قراءات ( عاصم والبصري وابن كثير ) – الجزء الأول
http://www.tarteel.com/software/nameer1.zip
الجدول العذب النمير في قراءات ( عاصم والبصري وابن كثير ) – الجزء الثاني
http://www.tarteel.com/software/nameer2.zip
جدول الفروق بين رواية حفص عن عاصم ورواية الدوري عن أبي عمرو
http://www.tarteel.com/software/jadwal_forooq.zip
طلائع الفجر في الجمع بين فراءتي عاصم وأبي عمرو ( الجزء الأول )
http://www.tarteel.com/software/talae_fajr1.zip
طلائع الفجر في الجمع بين فراءتي عاصم وأبي عمرو ( الجزء الثاني )
http://www.tarteel.com/software/talae_fajr2.zip
توضيح المعالم في الجمع بين روايتي حفص وشعبة عن عاصم
http://www.tarteel.com/software/tawdeh_maalim.zip
تيسير الأمر في الجمع بين قراءتي عاصم وأبي عمرو – الجزء الأول
http://www.tarteel.com/software/taiser_alamr1.zip
تيسير الأمر في الجمع بين قراءتي عاصم وأبي عمرو – الجزء الثاني
http://www.tarteel.com/software/taiser_alamr2.zip

http://arabic.islamicweb.com/Books/zuhd.htm[/ALIGN][/ALIGN]


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات

| أَقْبَل شَهْر الْجُوْد فَمَن سَيَجُود ( تَصَامِيِم ) | الشريعة

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url(‘http://www.e-fnan.com/upload/uploads/images/domain-4f959347d5.png’);"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

بسم الله الرحمن الرحيم

تَغَيُّرَات تُهَم كُل مُؤْمِن سَتَكُوْن بَعْد لَيَال ،
فتَح أَبْوَاب الْجِنَان ،
وَإِغْلاق أَبْوَاب الْنِّيْرَان ،
وَتَصْفِيد الْشَّيَاطِيْن ،
وَالْتِّجَارَة لَا شَك رَابِحَة فَبَادِرُوْا وَاغْتَنِمُوْا.
وَالْتِّجَارَة لَا شَك رَابِحَة فَبَادِرُوْا وَاغْتَنِمُوْا.
وَالْتِّجَارَة لَا شَك رَابِحَة فَبَادِرُوْا وَاغْتَنِمُوْا.
( مُبَارَك عَلَيْكُم الْشَّهْر )

أَقْبَل شَهْر الْجُوْد فَمَن سَيَجُود domain-f270e45bfa.pn

[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
اسلاميات

النظر إلى المحرمات علاجه وطرق اجتنابه في الاسلام

النظر المحرمات علاجه وطرق اجتنابه 14432339735.gif


النظر إلى ط§ظ„ظ…ط­ط±ظ…ط§طھ ط¹ظ„ط§ط¬ظ‡ ظˆط·ط±ظ‚ اجتنابه

النظر إلى ط§ظ„ظ…ط­ط±ظ…ط§طھ التشديد في إطلاق البصر

الحمد لله الخلاق العليم؛ خلق البشر ومطلع على ما تكن صدورهم وما يعلنون (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) [غافر:19]
نحمده على نعمه، ونشكره على مننه؛ فهو خالقنا ورازقنا وكافينا وممدنا، خلقنا في أحسن تقويم، وركب فينا الحواس والعقول، وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا (أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ * ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ) [السجدة:7-9]
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ بيده أرزاقنا وآجالنا، ويملك أسماعنا وأبصارنا، ويدبر أمورنا، ولا قوة لنا إلا به، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ بلَّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله تعالى حق جهاده حتى أتاه اليقين، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.


أما بعد: فاتقوا الله تعالى وراقبوه، واعلموا أنه قادر عليكم، عالم بكم، أقرب شيء إليكم (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الوَرِيدِ) [ق:16].


أيها الناس: نعمة الأبصار من النعم العظيمة التي امتن الله تعالى بها على العباد مع نعمتي الأسماع والعقول؛ فبها ينظرون إلى عجائب قدرة الله تعالى وبديع صنعه في البر والبحر والأرض والسماء (قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) [يونس:101]
(قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الخَلْقَ) [العنكبوت:20].

وبها يبصر الناس العلوم والمعارف ويقرءونها، وبها يتمتعون بما أودعه الله تعالى في الكون من جمال الخلق.


والبصر قوة للمبصر، لا يحتاج معه إلى دليل في سيره، ويتقي به المخاوف، وبه يحرز ماله، ويدرأ عن نفسه، ولا يطمع فيه الأعادي واللصوص..

امتن الله تعالى به علينا، وأمرنا بشكره سبحانه على هذه النعمة العظيمة (وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [النحل:78]

ولكن شكر هذه النعمة في الناس قليل (قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ) [الملك:23].


ولعظيم نعمة الإبصار، وكثرة منافعها، وشده الحاجة إليها كان فقدها مصيبة كبيرة يعوض الله -تعالى- من صبر عليها الجنة؛ كما في حديث أَنَسِ بن مَالِكٍ رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إِنَّ الله قال: إذا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي بِحَبِيبَتَيْهِ فَصَبَرَ عَوَّضْتُهُ مِنْهُمَا الْجَنَّةَ يُرِيدُ عَيْنَيْهِ " رواه البخاري. فسميت العينان في الحديث حبيبتين لعظمة هذه النعمة وفخامتها.


ولكن هذه النعمة العظيمة تنقلب إلى نقمة حين يطلقها صاحبها فيما حرم الله تعالى عليه، فيكتسب بها آثماً كثيرة، ويحمل بسببها أوزاراً ثقيلة؛ ذلك أن العبد يُسأل يوم القيامة عن نعمة البصر فيم سخرها، وكيف انتفع بها، فإن سخرها فيما يرضي الله تعالى عادت عليه بالخير والأجر، وإن سخرها في معصية الله تعالى باء بالإثم والوزر، يقول الله تعالى (إِنَّ السَّمْعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) [الإسراء:36]
وأخبرنا ربنا جل جلاله أن الأبصار تكون من الشهود يوم القيامة (حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [فصِّلت:20]
وثبت في الأحاديث أن العبد يُختم على فيه وتنطق جوارحه بأعماله السيئة، ومن جوارحه عيناه تشهدان عليه بما نظر إليه.


وجاء نهي صريح في القرآن عن الاغترار بزينة الدنيا، وإدامة ط§ظ„ظ†ط¸ط± إلى المباح منها؛ لئلا تتعلق القلوب بها، فكيف إذن بالمحرمات؟!
(وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ)
[طه:131]

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: " يتناول ط§ظ„ظ†ط¸ط± إلى الأموال واللباس والصور وغير ذلك من متاع الدنيا… وذلك أن الله تعالى يمتع بالصوركما يمتع بالأموال، وكلاهما من زهرة الحياة الدنيا، وكلاهما يفتن أهله وأصحابه، وربما أفضى به إلى الهلاك دنياً وأخرى. والهلكى رجلان: فمستطيع وعاجز؛ فالعاجز مفتون بالنظر ومدِّ العين إليه، والمستطيع مفتون فيما أوتي منه غارق قد أحاط به ما لا يستطيع إنقاذ نفسه منه " ا.هـ.


إن ربنا -تبارك وتعالى- محاسبنا على أعمالنا، ويجازينا بها، وقد أمرنا بغض أبصارنا عما حرم علينا، فخص الرجال بقوله -سبحانه-: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) [النور:30]

وخص النساء بقوله تعالى: (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ) [النور:31]
فكما أنه لا يجوز للرجل أن يقصد ط§ظ„ظ†ط¸ط± إلى المرأة التي لا تحل له، فكذلك المرأة لا يجوز لها أن تقصد ط§ظ„ظ†ط¸ط± إلى الرجال الأجانب عنها، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: " وقد ذهب كثير من العلماء إلى أنه لا يجوز للمرأة أن تنظر إلى الأجانب من الرجال بشهوة ولا بغير شهوة أصلاً ".


إن التلذذ بالنظر المحرم إلى النساء بالنسبة للرجال، أو للرجال بالنسبة للنساء سواء كان ذلك مباشرة أو في الأفلام أو في الصور أو غير ذلك – هو نوع زناً يقع فيه العبد لا محالة؛ لقوة الداعي، وضعف النفس، وغلبة الهوى، وتسلط الشيطان، وتعدد وسائل الإغراء والإغواء؛ ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الله كَتَبَ على بن آدَمَ حَظَّهُ من الزِّنَا أَدْرَكَ ذلك لَا مَحَالَةَ فَزِنَا الْعَيْنِ النَّظَرُ وَزِنَا اللِّسَانِ الْمَنْطِقُ وَالنَّفْسُ تتمنى وَتَشْتَهِي وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذلك كُلَّهُ أو يكذبه " رواه الشيخان.


وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن المرأة تُقْبِلُ في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان، وما ذاك إلا لعظيم افتتان الرجل بها قال العلماء: " معناه: الإشارة إلى الهوى، والدعاء إلى الفتنة بها؛ لما جعله الله تعالى في نفوس الرجال من الميل إلى النساء والالتذاذ بنظرهن وما يتعلق بهن، فهي شبيهة بالشيطان في دعائه إلى الشر بوسوسته وتزيينه له، ويستنبط من هذا أنه ينبغي لها أن لا تخرج بين الرجال إلا لضرورة، وأنه ينبغي للرجل الغض عن ثيابها والإعراض عنها مطلقاً ".


وفتنة الرجل بالنساء أعظم من فتنته بأي شيء آخر، كما في حديث أُسَامَةَ بن زَيْدٍ رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ على الرِّجَالِ من النِّسَاءِ " متفق عليه. وهي أول فتنة وقع فيها بنو إسرائيل كما جاء في الحديث.


والاستئذان إنما جعل لأجل النظر، ومن تلصص على الناس في بيوتهم فطعنه صاحب الدار فأذهب عينه فهو هدر، لا قصاص له ولا دية؛ لما جاء في حديث أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: قال أبو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم: " لو أَنَّ امْرَأً اطَّلَعَ عَلَيْكَ بِغَيْرِ إِذْنٍ فَخَذَفْتَهُ بحصاه فَفَقَأْتَ عَيْنَهُ لم يَكُنْ عَلَيْكَ جُنَاحٌ " رواه الشيخان، وجعل الشارع الحكيم للطريق حقوقاً من أهمها غض البصر.


ولأجل هذا التشديد في غض البصر عن محارم الله تعالى كان السلف حذرين جداً من إطلاق أبصارهم، ويربون غيرهم على الاحتراز في النظر؛ طاعة لله تعالى، وشكراً له على هذه النعمة الجليلة، وتسخيراً لها فيما يرضيه سبحانه، وحذراً من اكتساب الآثام، قال الحسن البصري رحمه الله تعالى: " من أطلق طرفه كان كثيراً أسفه ".
وقال له أخوه: " إن نساء العجم يكشفن صدورهن ورءوسهن، فقال: اصرف بصرك ".
وكان في دار مجاهد رحمه الله تعالى عُلِّيَّةٌ قد بنيت -وهي الغرفة في الأعلى- فبقي ثلاثين سنة ولم يشعر بها. وذلك لمحافظته على بصره وعدم إطلاقه، وخرج حسان بن أبي سنان رحمه الله تعالى يوم عيد, فلما عاد قالت له امرأته: " كم من امرأة حسناء قد رأيت؟ فقال: والله ما نظرت إلا في إبهامي منذ خرجت من عندك إلى أن رجعت إليك " وقال خالد ابن أبي عمران رحمه الله تعالى: " لا تتبعن النظرة النظرة فربما نظر العبد نظرة نَغَلَ منها قلبه كما ينغل الأديم فلا ينتفع به ".
أي: يفسد فساداً لا صلاح بعده. وقال العلاء بن زياد رحمه الله تعالى:" لا تتبع بصرك رداء امرأة فإن النظرة تجعل في القلب شهوة ". وسئل الإمام أحمد عن الرجل ينظر إلى المملوكة؟
قال: " إذا خاف الفتنة لا ينظر، كم نظرة قد ألقت في قلب صاحبها البلابل ".
وقيل له رحمه الله تعالى: " رجل تاب وقال: لو ضُرب ظهري بالسياط ما دخلت في معصية غير أنه لا يدع النظر، قال: أي توبة هذه؟! ".


قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى: " وإنما بالغ السلف في الغض حذراً من فتنة ط§ظ„ظ†ط¸ط± وخوفاً من عقوبته، فأما فتنته فكم من عابد خرج عن صومعته بسبب نظرة؟!
وكم استغاث من وقع في تلك الفتنة؟! "
ا.هـ.


نسأل الله تعالى أن يعفو عنا وعن المسلمين، وأن يهدي ضالنا، وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا، وأن يرزقنا غض أبصارنا عما حرم علينا، إنه جواد كريم.
وأقول قولي هذا وأستغفر الله تعالى لي ولكم وللمسلمين…

الخطبة الثانية

الحمد لله حمداً طيباً كثيراً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، نحمده على ما أعطى، ونشكره على ما أولى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.


أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، وراقبوه في السر والعلن، واجعلوه أعظم الناظرين إليكم (وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]
قال رجل لوهيب بن الورد: " عظني، قال: اتق أن يكون الله تعالى أهون الناظرين إليك ".


أيها المسلمون: البصر هو الباب الأكبر إلى القلب، وأَعَمَرُ طرق الحواس إليه، وبحسب ذلك كثر السقوط من جهته، ووجب التحذير منه، وغضه واجب عن جميع ط§ظ„ظ…ط­ط±ظ…ط§طھ وكل ما يخشى الفتنة من أجله.


قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: " النّظر داعية إلى فساد القلب، قال بعض السلف: ط§ظ„ظ†ط¸ط± سهمُ سمٍّ إلى القلب ".


وكان بعض السلف يحاسب نفسه على هفوة واحدة، ونظرة خاطفة، في حالة ضعف بشري؛ كما روى الأوزاعي رحمه الله تعالى قال: " إن غزوان وأبا موسى الأشعري كانا في بعض مغازيهم فكشفت جارية فنظر إليها غزوان فرفع يده فلطم عينه حتى نفرت فقال: إنكِ لَلَحَاظَّة إلى ما يضرك ولا ينفعك، فلقي أبا موسى فسأله فقال: ظلمت عينك فاستغفر الله وتب؛ فإن لها أول نظرة وعليها ما كان بعد ذلك ".


ومن الصالحين من أرجع عقوبة أصابته إلى ط§ظ„ظ†ط¸ط± الحرام، قال عمرو بن مرة رحمه الله تعالى: " نظرت إلى امرأة فأعجبتني فكُفَّ بصري فأرجو أن يكون ذلك جزائي".


والعقوبة على إطلاق البصر في الحرام قد لا تقع إلا بعد حين قال أبو عبد الله بن الجلاء: " كنت واقفاً أنظر إلى غلام نصراني حسن الوجه فمر بي أبو عبد الله البلخي فقال: إيش وقوفُك؟ فقلت: يا عم، ما ترى هذه الصورة تعذب بالنار؟! فضرب بيده بين كتفي وقال: لتجدن غِبَّها ولو بعد حين، قال ابن الجلاء: فوجدت غبها بعد أربعين سنة أُنسيت القرآن ".


إذا تقرر ذلك -أيها الإخوة- وعُلم ما في إطلاق البصر بالنظر من الخطر على الناس رجالاً ونساء؛ فإن المحنة بذلك شديدة في هذا العصر، والبلاء به عظيم؛ إذ إن من أكبر سمات هذا العصر: كثرة النساء السافرات المتبرجات، وانتشار ظاهرة العري والاختلاط في الأرض، ولو قيل: إن أكثر معصية يقع فيها الناس في هذا الزمن هي إطلاق البصر في ط§ظ„ظ…ط­ط±ظ…ط§طھ لما كان ذلك بعيداً؛ إذ إن ط§ظ„ظ…ط­ط±ظ…ط§طھ تحاصر الناس في كل مكان؛ فالأسواق تعج بالمتبرجات المستعرضات اللائي يفتنَّ الناس، والمستشفيات فيها من سفور النساء واختلاطهن بالرجال ما لا يخفى على أحد، وفي المطارات والطائرات ما هو أكثر من ذلك، ومن سافر خارج البلاد فلا تكاد عينه تقع إلا على حرام، ولا تسلم من ذلك إلا في فترات النوم؛ إذ إن التكشف والعري هو صفة أكثر بلاد الدنيا.


وأعظم من ذلك أن معصية ط§ظ„ظ†ط¸ط± إلى ط§ظ„ظ…ط­ط±ظ…ط§طھ قد تقحَّمت على الناس بيوتهم، وغزتهم في مجالسهم وفرشهم؛ حيث الفضائيات المليئة بأنواع النساء الرخيصات اللواتي يعرضن أجسادهن ومفاتنهن للمشاهدين في أغان ماجنة، وأفلام هابطة وغير ذلك، حتى أضحت صناعة الفتنة بالمرأة بضاعة رائجة في الفضائيات والمجلات وغيرها؛ لإفساد قلوب الناس، وزيادة آثامهم، والإمعان في إضلالهم، وكم من قلب سليم معافى راح ضحية لهذه الصور والأفلام؟! ففسد بعد الصلاح، وانتكس بعد الرشاد، فلا حول ولا قوة إلا بالله تعالى، ولا عصمة إلا به سبحانه أمام هذا البلاء الذي عمَّ وطمَّ في هذا العصر، فلم يسلم منه إلا النادر من الناس.


وأضحى كبح النفس عسيراً، وغض البصر ثقيلاً؛ فإن كثرة الإمساس أذهبت إحساس كثير من الناس، والواجب على العباد مجاهدة نفوسهم على غض الأبصار، ومجانبة ما يُظَنُّ فيه كثرة الحرام قدر المستطاع، مع دوام التوبة والاستغفار، وعدم اليأس والاستسلام للشيطان؛ فإنه إن ظفر اليوم بإصرار العبد على إطلاق بصره في الحرام، والتلذذ به؛ قاده غداً إلى الفاحشة الكبرى، نعوذ بالله تعالى من الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ونسأله العصمة لنا وللمسلمين أجمعين..
وصلوا وسلموا على نبيكم….


الشيخ إبراهيم بن الحقيل
فضلاً يتبع


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده