عملي كثير في المنزل ونشاطاتي كثيرة , غالبا ما تنسيني تناول وجباتي , وتمر الساعات من خلفي تختلس الخطوات اختلاسا كلصٍ مُتخفٍ …لا أشعربها ..
غير أن ذلك اليومَ أحسستُ أنه ثقيلٌ متباطئ ….موعدي مع أحمد في السادسة حيث أكون قد انتهيت من مشاغلي .
لم أحدد له موعدا ولم يحدده هو …..غير أني كنت متلهفةً لسماع أخباره ….
يعتريني شعور غريب تجاه هذا ط§ظ„ط´ط§ط¨ لا أدري كنهه ,أشعر بأنه قريب مني , برغم المسافات البعيدة بيني وبينه ….
أتخيله جالساً ينتظرني ….
وجرياً على عادتي أفتح (النت) لأستطلع الجديد في المدونة أولاً …وأرسل الردود والرسائل الخاصّة ,ثم أفتح ( المسنجر) .
إلا أنني اليوم وجدتني أفتح ( المسنجر ) أولاً ……لا أدري لماذا …..
وإذا بصفحته البيضاء النقية كنقاء قلبه تقفز أمامي ….
تُراه كم من الوقت انتظرني ؟
( ملاحظة) : أبقي نفسي (أوف لاين ) دائما كي لا يراني مَن لا أريد التحدث إليه , وأحمد يعرف هذا ..
قرأتها ………………………….
– أمي …أمي …
– أرجوك ردي …..أمي ردي على ابنك
غمرت قلبي الفرحة هاهو ….كلمته
– مساا الخير يا أحمد جاء رده كما توقعت بسرعة الريح هو جالس ينتظرني
– أمي….كيفك , والله مشتاق احكيلك
– اهلين أحمد شو اخبارك ؟ كيفك اليوم ؟
– الحمد لله ماشي الحال ..كل إشي بيبعته الله كويس .
– ليش ياأحمد بحس دايما انك حزين ؟
– اااااااااه إيش بدك احكيلك ؟ لا تسأليني الله يحفظك يا امي , لا تفتحيلي جروحي
– لا سمح الله جروح؟؟؟ وانت لساك شاب صغير ؟
– احكيلي ياأحمد يا ابني
– بدي احكيلك بس مش قادر …
– طيب بس تحس انك بتقدر تحكيلي …انا كلي اذان صاغية
– خبرني شو بتشتغل …شو درست …..احكيلي
– ولا إشي خلصت الثانوية وهياتني قاعد فِش شغل
– طيب من وين مصروفك؟
– الله مابتخلى عن حدا …مستورة
– اكيد الله ما في اكرم منه
– انا بشتغل هيك عل بسيط بجمعية خيرية
– مافي عند ك حدا بساعدك؟ ما عندك اخوة ؟
– عندي اخ اكبر مني….بس مريض عقلي
– وانت بتصرف عليه وعلى البيت . خفت أن أسأله عن باقي أفراد العائلة ويكون سؤالي مدميا لجروحه
– اه وعلى زوجته واولاده
– اها متزوج اخوك ؟ انت قلتلي مريض عقلي
– اه متزوج وعنده 2 اولاد و2 بنات
– ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
– تستغربيش… هيك احنا
– طيب انت قاعد ع النت دايما وهدا مُكلف
– شغلي ع النت على طول
– تسمعي انشودة ؟
– انشودة ؟؟
– شوفي هدول الاناشيد (أرسل الاناشيد وحفظتهم )
– اسمعيهم هلأ
– لأ هلأ عم احكي معك وبدي ركز بكرة بسمعهم
– طيب عندك سبيكر
– اي عندي
– افتحيه وبتسمعيهم وبتسمعيني
– طيب ( اسماء الاناشيد كما ما وصلتني ..يا ميمتي , احملوني يا رفاق , ارفعوا الشهيد , يا محمد )
صوت ولحن الاناشيد يقطع نياط القلب ويُدمي ….ألم ….وجع …انين …………….ثم تكبير
– عم تسمعيهم ؟ يكلمني بال( السبيكر)
– اي…… حزينه بس كلماتها حلوة
– مين محمد ياأحمد ؟
– صديقي واعز اصحابي واخي …كنت بمشي وياه بالشارع
– قصفوا اليهود ..استشهد هو ..وانا اصبت ..اخدوني المستشفى وضليتني 22 يوم بالعناية المركزة في غيبوبة
– ولما صحيت عرفت انه اخوي وصاحبي استشهد والله ما كان في حدا زيّه
– نيالو محمد عند ربه حي وخالد بجنات النعيم
تردد صوته وكانه حشرجة ……قفز قلبي بين ضلوعي واقتربت اكثر من السبيكر لاطمئن عليه وانصتّ
عاد صوته ثانية وحمدت الله
– ليش هيك صار بصوتك
– انا ببكي
– اي خلص ما عاد تسمع هالاناشيد طالما بتبكيك
– بقدرش كل يوم لازم اسمعها بتخليني احس اني مع محمد
– طيب أحمد هلأ رح اتركك , لانه لازم صلي المغرب , و يمكن يجيني زوار
– طيب…الله معك يا احن واعز ام ( ام) اخاف ان اسأله عن امه ساتركه يتحدث عنها دون ضغط مني
واعتقد انه سيفعل
-طيب الله معك سلميلي على اخوتي
– الله يسلمك ويخليك ويحميك
– لا تطولي عليّ
–
–
–
_________________
لا تنحن أمام الريح فتجعل من نفسك مطية للآخرين