التصنيفات
الأدب العام

~*~ طرائف أدبية ~*~ ادب

دخل يزيد بن معاوية على أبيه مُغضباً فقال له : إن عبد الرحمن بن حسان يُشبِّب بابنتك رمله ، قال : وما يقول فيها ؟ قال : يقول :

وهي بيضاء مثلُ لؤلؤة الغوَّ * * * اص صِيغت من لؤلؤ مكنون

قال : صدق ، قال يقول :

وإذا ما ناسبتها لم تجدها * * * في سناء المكارم دُونٍ

قال : صدق أيضاً ، قال : ويقول :

ثم خاصرتها إلى القبة الخضراءِ * * * تمشي في مرمر مسنون

قال : كذب ، قال : هلا بعثت إليه من يأتيك برأسه ؟ قال : يا بني لو فعلتُ ذلك لكان أشدَّ عليك ، لأنه يكون سبباً للخوض في ذكره ، فيُكثِرُ مُكثِرٌ ، ويزيد زائد ، اضرب على هذا صفحا ، واطو دونه كحشا .

وروي أنه لما شببَّ برمله قال الناس لمعاوية : لو جعلته نكالاً !

فقال : لا ، ولكن أداويه بغير ذلك ، فلما وفد عليه ـوكان يدخل في أخريات الناس ـ أجلسه على سرير معه وأقبل عليه بوجهه وحدثه ، ثم قال له :
ابنتي الأخرى عاتبه عليك .

قال : في أي شيء ؟

قال في مدحك أختها وتركك إياها .

قال : فلها العُتبى وكرامة ، أنا أذكرها .

فلما شبب بها ـ ولم يكن لمعاوية ابنة غير رملة ـ علم الناس أنه كذب على الأولى لمّا ذكر الثانية .

~*~ 2 ~*~

كان ابن الرومي مقذعاً في هجائه ، وكان الوزير القاسم بن عبد الله وزير المعتضد يخاف هجوه وفلتات لسانه ، فدس عليه من أطعمة خشكنانة مسمومة ( نوع من كعك الفارسي المعرب ) ، فلما أكلها أحس بالسم فقام .

فقال له الوزير : إلى أين أنت ذاهب ؟ .

قال : إلى الموضع الذي بعث بي إليه .

فقال له : سلم لي على والدي .

قال : ليس طريقي إلى النار .

~*~ 3 ~*~

وقف أعرابي على قوم ، فسألهم عن أسمائهم
فقال أحدهم : اسمي وثيق
وقال الآخر : منيع
وقال الآخر : شديد
فقال الآخر : ثابت
فقال الأعرابي : ما أظن الأقفال عملت إلا من أسمائكم !

~*~ 4 ~*~

قدم أعرابي على حَضَري فأنزله ، وكان عنده دجاج كثير ، وله امرأة وابنان وابنتان .

قال : فقلت : لامرأتي : اشوي دجاجة وقدميها إلينا
فلما حضر الطعام جلسنا جميعاً ، فدفعت اليه الدجاج وقلت له : اقسمها بيننا .
قال : لا أحسن القسمة فإن رضيتم قسمت ، قلنا : رضينا

فأخذ الدجاجة فقطع رأسها ، ناولنيه وقال : الرأس للرئيس .

ثم قطع الجناحين وقال : والجناحان للابنين .

ثم الساقان وقال : الساقان للابنتين .

ثم الزمكي ( ذنب الطائر ) وقال : والعَجزُ للعجوز .

ثم قال : والزَّور للزائر وأخذ سائر الدجاجة .

فلما كان من الغد قلت لامرأتي : اشوي لنا خمس دجاجات ، ثم قلت له ، اقسم بيننا .

قال أظنكم وَجِدتُم ( وجد عليه أي غضب ) من قسمتي أمس ، قلنا ، لا .

قال : شفعاً أم وتراً ؟

قلنا : وتراً

قال : أنت وامرأتك ودجاجة ثلاثة ، وابناك ودجاجة ثلاثة ، وابنتاك ودجاجة ثلاثة، وأنا ودجاجتان ثلاثة .

ثم أخذ الدجاجتين ، ورآنا ونحن ننظر إلى دجاجتيه فقال : ماتنظرون ؟ لعلكم كرهتم قسمتي .

قلنا : فاقسمها شفعاً !!

فقبضهن إليه وقال : أنت وابناك ودجاجة أربعة ، والعجوز وابنتاها ودجاجة أربعة ، وأنا وثلاث دجاجات أربعة ، وضم إليه ثلاث دجاجات .

~*~ 5 ~*~

تظلم رجل إلى المأمون من عامل له فقال : يا أمير المؤمنين

ما ترك فيَّ فضة إلا فضَّها ، ولا ذهباً إلا ذهب به

ولا غَلّه إلا غَلها ، ولا ضيعه إلا أضاعها

ولا عرضاً إلا عرض له ، ولا ماشيه إلا إمتشَّها

ولا جليلاً إلا أجلاه ، ولا دقيقاً إلا دقه

فعجِبَ من فصاحته وقضى حاجته .

طرائف أدبية 89.gif طرائف أدبية 89.gif


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.