عندما كان عمري عدّة شهور فقط، أصبت بحمى شديدة، أثّرت على مستوى النظر لديّ حينها، وعندما أصبحت ست سنوات تقريبا، سمعت أمّي من جاراتها بأنّ "الجزر يقوّي البصر"، فعمدت إلى النزول إلى السوق كلّ أسبوع خصّيصا لشراء زجاجة كبيرة من عصير ط§ظ„ط¬ط²ط± وإجباري على تناولها، حتّى بتّ أكره عصير الجزر.
وحتّى الآن لا أطيق أن أسمع باسم عصير الجزر. … لحظة … لا أعني بهذا أن أقصيك عن تناول عصير الجزر. فعلى الرغم من كرهي له، كانت نتائجه رائعة. البعض يدعو عصير ط§ظ„ط¬ط²ط± باسم "العصير الذهبي للشفاء" بسبب فعاليته في تنظيف الكبد من السموم، وبالتالي الحماية من الإصابة بالأمراض.
الجزر من النباتات اللذيذة وذات القيمة الغذائيّة العالية التي تتمّ زراعتها على مدار السنة، وبخاصّة في المناطق الجبليّة الباردة والرطبة. وهناك أكثر من 100 نوع من ط§ظ„ط¬ط²ط± تختلف من نواحي اللون والحجم.
فوائد الجزر
كل 100 غم من ط§ظ„ط¬ط²ط± تحتوي على 7.6 غم من الكربوهيدرات، 0.6 غم من البروتينات، 0.3 غم من الدهون، 30 ملغم من الكالسيوم، و0.6 ملغم من الحديد. كما يعتبر ط§ظ„ط¬ط²ط± مصدرا جيّدا لفيتامينات "أ"، "ب1"، "ب2"، "ب6"، "ج" و"ك"، وهو غنيّ أيضا بـ البيوتين، الألياف، البوتاسيوم، والثيامين. ومن أهمّ فوائده الصحيّة:
تحسين صحّة البصر: ط§ظ„ط¬ط²ط± غني بمادّة "بيتا كاروتين" التي تتحوّل في الكبد إلى فيتامين "أ" الضروري لصحّة شبكيّة العين، حيث أنّ النقص في فيتامين "أ" يتسبّب في ما يسمّى بمرض العشى الليلي. يتحوّل فيتامين "أ" في الشبكيّة إلى مادة "رودوبسين"، وهي الصباغ الأرجواني الضروري للرؤية الليليّة. علاوة على ذلك، تساعد مادّة "بيتا كاروتين" في وقاية العين من الإصابة بالضمور البقعي، وتطوّر الساد المصاحب للتقدّم في العمر.
الوقاية من أمراض السرطان: يحتوي ط§ظ„ط¬ط²ط± على مادّة فالكارينول التي تساعد على الحد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، وسرطان الرئتين، وسرطان القولون. فالكارينول هي مادّة مضادّة للحشرات تتوافر في ط§ظ„ط¬ط²ط± لحماية الجذور من الأمراض الفطريّة.
الوقاية من أمراض القلب: يحتوي ط§ظ„ط¬ط²ط± على مادّة الكاروتينويد التي تساهم في الحد من خطر الإصابة بأمراض القلب. ويحتوي ط§ظ„ط¬ط²ط± أيضا على الألياف المذابة التي تساهم في خفض مستويات الكوليسترول، الذي يرتبط عادة بالإصابة بأمراض القلب.
الحد من الإصابة بالسكتة الدماغيّة: تشير الدراسات إلى أنّ تناول ست جزرات في الأسبوع يساهم في الحد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغيّة.
تغذية الجلد: يحتوي ط§ظ„ط¬ط²ط± على خصائص تطهير فعّالة في إزالة السموم من الكبد، وبالتالي تساهم في علاج حب الشباب الذي يسبّبه وجود نسبة من السموم في الدم. ويفيد ط§ظ„ط¬ط²ط± أيضا في علاج اختلاف لون الجلد لاحتوائه على الخاصيّة الصبغيّة. فيتامين "أ" والمواد الغذائيّة الأخرى في ط§ظ„ط¬ط²ط± تعمل على تغذية الجلد وحمايته من الجفاف والبقع.
مضاد للشيخوخة: مادّة بيتا كاروتين المضادّة للأكسدة في ط§ظ„ط¬ط²ط± تساعد الجسم على مكافحة عمليّة تدمير الخلايا من قبل المؤكسدات في الدم، وتساعد على إبطاء شيخوخة الخلايا، وتكافح عدد من الآثار السلبيّة المصاحبة للتقدّم في العمر.
صحّة الأسنان: يمكن للجزر أيضا أن يساعد في تنظيف أسنانك. وربّما هو أفضل وسيلة للحفاظ على فمك نظيفا بعد تناول الطعام. يعمل ط§ظ„ط¬ط²ط± بمثابة المزيل الطبيعي الذي يساعد على القضاء على ما يعلق بالأسنان، بالإضافة إلى عمله في تنشيط اللثّة. ط§ظ„ط¬ط²ط± يحفّز إفراز اللعاب الذي يساعد في تنظيف الأسنان من البقع. وتساعد المعادن في ط§ظ„ط¬ط²ط± على قتل الجراثيم في الفم وتمنع تلف الأسنان.
على الرغم من فوائد الجزر، إلاّ أنّ هناك آثار جانبيّة، رغم ندرتها، يمكن أن تحدث جرّاء الإفراط في تناوله، ومنها:
البشرة البرتقاليّة: عند حصول الجسم على مادّة الكاروتين المتوفّرة في ط§ظ„ط¬ط²ط± بكميّة أكبر مما يمكنه أن يعالجها، تتجمّع هذه المادّة في خلايا الجلد لتعطيها لون ط§ظ„ط¬ط²ط± البرتقالي.
الغازات: قد يتسبّب الإفراط في تناول ط§ظ„ط¬ط²ط± في حدوث الغازات في البطن.
نقص المواد الغذائيّة: قد يدفعك الإفراط في تناول ط§ظ„ط¬ط²ط± إلى إهمال تناول موادّ غذائيّة أخرى تحتوي على عناصر غذائيّة لا يحتوي عليها الجزر، وبالتالي يتعرّض جسمك للنقص في هذه العناصر الضروريّة لصحّته.
أرجو عزيزي القارئ أن لا تعير كبير اهتمام لما قلته عن كرهي لعصير ط§ظ„ط¬ط²ط± في البداية، فالجزر نبات رائع حقّا يشتمل على العديد من الفوائد، التي يمكنك الحصول عليها سواء تناولت ط§ظ„ط¬ط²ط± طازجا، أو مطهوّا، أو على شكل عصير، فكلّه فوائد، لكنّ نصيحتنا الدائمة هي الاعتدال في تناوله لتتجنّب آثاره الجانبيّة. يمكنك إضافة ط§ظ„ط¬ط²ط± إلى مائدتك بعدّة طرق كأن تضيفه إلى السلطة، أو تطبخه مع الأرز، أو حتّى يمكن إضافته إلى الكعك، فهو لذيذ وصحّي.
وبالطبع لا غنى عن إرشادات الطبيب ونصائحه فيما يخصّ صحّتنا وحياتنا. فالأطعمة التي تناسبك قد لا تناسب غيرك بناء على عدّة عوامل تتعلّق بمدى تقبّل الجسم لهذه الأطعمة أو حساسيّته وتأثّره بها.