للتخفيف من التجاعيد ابتكر الباحثون في جامعة ييل الأمريكية نظاما غذائيا مضادا للتجاعيد فقيرا بالسكر وغنيا بالبروتينات ويركز بشكل أساسي على أسماك المياه الباردة مثل السلمون والتونة والماكريل التي تحتوي على عوامل مضادة للالتهاب والأحماض الدهنية المفيدة ويشجع الحصول على الكربوهيدرات من خلال الفواكه كالكرز والتوت والكيوي والدراق والخضراوات الورقية الداكنة والسبانخ والبروكولي.
وقال الباحثون: إن هذه الأطعمة ذات عامل سكري منخفض أي أنها تحمل السكر إلى الدورة الدموية ببطء بسبب غناها بالألياف كما يتعين في هذا النظام تجنب الخضراوات والفاكهة التي تحتوي على نسبة عالية من السكريات كالموز والبطاطا والذرة والبازيلاء.
ويرى خبراء التغذية أن هذا النظام معقول ومنطقي جدا خصوصا أن الالتهابات الخلوية تعتبر من أهم وأبرز عوامل الخطر التي تزيد فرص الإصابة بالأمراض المزمنة بدءا من الزهايمر وأمراض القلب وحتى السرطان وشيخوخة الخلايا.
من جهة اخرى حذر خبراء التغذية في ألمانيا من أن برامج الحمية وأنظمة تخفيف الوزن غير الصحية التي تعتمد على الحرمان من الطعام تؤذي الجسم وتضعف مناعته وتزيد خطر إصابته بأمراض خطيرة.
وأفاد علماء المناعة والتغذية في جامعة هايدلبيرج الألمانية بأن اتباع هذه البرامج بصورة مستمرة ودائمة يؤثر سلبيا في وظائف الجسم الحيوية ومقاومته للجراثيم والأورام وخصوصا عند النساء كونهن أكثر التزاما بأنظمة الحمية الصارمة.
ونبه الخبراء إلى أن كثرة ممارسة برامج الحمية وتخفيف الوزن بغية الحفاظ على الرشاقة والشباب تؤثر بصورة عكسية على السيدات فتزيد سرعة الهرم وظهور التجاعيد لديهن مع وصولهن إلى سن الأربعين.
ونصح العلماء بضرورة التخلي عن إجراء عمليات التجميل وخصوصا في ط§ظ„ظˆط¬ظ‡ وأجزاء أخرى من الجسم كعمليات شفط الدهون حول البطن والأوراك والأرداف لأنها تترك آثارا مؤذية في السنين اللاحقة.
حمية آتكينز
لا تزال حمية آتكينز الغذائية مثارا للجدل فبعد أن صدرت التحذيرات حول تأثيراتها السلبية في القلب والكلى وغيرها ما لبثت أن صدرت تحذيرات أخرى حول تسببها في الإصابة بالكآبة والتقلبات المزاجية السيئة.
فقد اكتشف باحثون مختصون أن هذه الحمية تعطل قدرة الدماغ على إنتاج المواد الكيميائية والعصبية المسؤولة عن الفرح والسعادة.
وحذر الخبراء من أن اتباع مثل هذا النظام الذي يحظر تناول المواد الكربوهيدراتية ويعتمد على أغذية غنية بالبروتين وفقيرة بالكربوهيدرات يعرض الصحة العقلية والذهنية للخطر مثلما يعرض الصحة البدنية والعضوية لاضطرابات وإصابات خطيرة.
وأوضح العلماء في معهد مساتشوستس للتكنولوجيا أن السر يكمن في مادة السيروتونين العصبية التي يفرزها الدماغ لإبقاء الإنسان في حالة استرخاء وإيجابية وسرور، فقد تبين أن وجود مستويات عالية من الكربوهيدرات ومستويات منخفضة من البروتين يساعد على إنتاج كميات كافية من السيروتونين لتنظيم مزاج الإنسان وهو ما يتعارض مع حمية آتكينز الفقيرة بالكربوهيدرات.
وأفاد هؤلاء بأن مادة السيروتونين هي التي تحافظ على استقرار المزاج وتساعد على الاسترخاء والهدوء وتسمح بزيادة التركيز والانتباه مشيرين إلى أن الوجبات الغذائية الفقيرة بالكربوهيدرات تسبب العصبية والتهيج وحتى الكآبة وتتعاظم هذه المشكلات عند السيدات خاصة لوجود مستويات أقل من تلك المادة الطبيعية لديهن.
ولاحظ الباحثون عند دراسة مستويات السيروتونين في أدمغة 100 متطوع لمدة 12 أسبوعاً تم إعطاء بعضهم غذاء كربوهيدراتيا فيما أعطي الآخرون أطعمة غنية بالبروتين أن الأشخاص الذين أكلوا المواد النشوية شهدوا مستويات عالية من السيروتونين وكانوا أكثر استرخاء وراحة من الآخرين.
وقال العلماء إن تناول قطعة من البطاطا مثلا أو طبقا من المعكرونة أو الأرز في حالة الغضب أو العصبية يساعد على تحسين المزاج والعودة إلى وضع الهدوء خلال 30 – 40 دقيقة.
وأظهرت الدراسة الجديدة أن الكربوهيدرات تلعب دورا رئيسيا في ضبط الشهية فإذا ما تم إنتاج السيروتونين وأصبح نشطا في الدماغ فإنه سيؤثر في الشهية ويزيد الشعور بالامتلاء والشبع، كما أنها تعوض عن المستويات المنخفضة من السيروتونين وهو ما يدفع ببعض الأشخاص إلى التهام كمية من البطاطا أو السكر عند شعورهم بالغضب.