×× عابر سبيل في حياتي ××

.
بين أوراقي ودفاتري القديمة .. كثيراً ما أعثر على أسماء كلمات وعبارات جميلة لشخصيات أكون متأكداً من أني كنت أعرفها ولكنني لا أكاد أتذكر عنها شيئاً الآن فقد مرت عليها الأيام بمعولها وتآكلت حافات شريط ذكرياتها وتبخرت الصور بفعل حرارة الأحداث المتلاحقة .. فبقيت طيفاً مهدماً هو أضعف من أن يجعلك تحيط علماً بالزمان والمكان اللذين جمعاك بهذا الإنسان وكل ما بقي راسخاً ثابتاً لا تمسحه الأحداث ولا يزيله مر الأيام .. انه إحساس عميق بالمحبة ومشاعر ود صادقة لأصحاب هذه الكلمات والأسماء
.
وعبثاً أحاول تذكر كل ما عرفته عن أولئك . كل ما أعرفه الآن أني قد التقيت
بهم للحظات عابرة من العمر قبل سنوات وأحببتهم وأحبوني وتبادلنا مشاعر الأخوة الصادقة
.. شخص ما قد أكون التقيته في محطة من محطات العمر التي يتوقف عندها الإنسان
وهو لا يعلم كم سيتوقف فيها .. كما أني لا أتذكر سوى العبارة الرقيقة التي قالها لي
هذا الشخص أو ذاك أو سطرها لي على الورق لحظة وداع ..أو موقف نبيل
ولو لدقائق معدودة وقفه هذا الإنسان معي .. يتبخر كل شيء وتبقى العبارة الرقيقة
والموقف النبيل .. والنسيان يحرق حتى الأسماء .. لكنه لا يقدر على طمس العبارات
الرائعة التي يسمعها الإنسان في لحظة صدق ربما يتبدل فيك كل شيء وربما
تتبدل الدنيا حولك ألف مرة ولكن إحساسك نحوه لا يتبدل يظل كما هو تحت شتى الظروف ..

انه عالم الأرواح عالم ساحر عجيب .ز الأرواح فيه تظل كما هي لا تشيخ ولا تهرم .
لا فرق بين أرواح والأطفال وأرواح الكهول .. ويظل فيه الإنسان طفلاً بريئاً صادق
المشاعر .. يحب في انسياب ويتعلق بمن يحبه بعنف لأنه عالم بلا رياء ولا زيف ..
كلما صدمتني الدنيا في شخص ما .. وكلما انكشف لي الشيطان تحت ثياب شخص
عرفته أو منحته حباً صادقاً وثقة .. وكلما خطر لي أنه لم يبق من السهل اليوم
العثور على صديق .. عدت إلى دفاتري وأوراقي ورسائلي .. لأجد في وسطها
كلمة لإنسان أو خيالاً لآخر اجتر من خلالها ذكرى مهما قصرت .. وحينذاك أحس بارتياح
ينساب ملء نفسي وروحي .. ويمسح هذا الموقف القصير حزني ويمتص صدمتي
في شخص اعرف عنه كل شيء .. وكان لهؤلاء من عابري السبيل في
حياتنا دوراً عظيماً تكشفه الأيام والسنوات وقد يغيب عنا للوهلة الأولى
ونحن نلتقيهم او نتعرف عليهم للحظات عابرة ..
.ليجعل كل منا نفسه ط¹ط§ط¨ط± ط³ط¨ظٹظ„ في حياة الآخرين .. ولنجعل من كل لحظة نقضيها بين الناس ذكرى لا تنسى .. فذلك أدعى لإشاعة السعادة في دنياهم .. ان صورنا تنمحي مع الأيام وأجسادنا تبلى .. وأسمائنا تنسى ولا تبقى إلا عباراتنا تنتقل عبر الأثير ومواقفنا منقوشة في ذاكرة الآخرين .. عن شئنا جعلناها عبارات مؤلمة ومواقف لئيمة .. وإن شئنا كانت عبارات عذبة ومواقف نبيلة …
«®°·.¸.•°°•·.¸¸.•°°·.¸.·°®°·.¸.•°°•·.¸¸.•°°·.¸.•°® ».
.:: منقول ::.[/align]