قـد يكون هـذا السـؤال مـثـيـراً لـلدهشـة والاسـتـغراب , خصوصاً أننا نكتب لقراء مسلمين تلهج ألسنتهم بالرضى عن ط§ظ„ظ„ظ‡ تعالى في كل يوم خمس مرات , فبعد كل نداء يردد كل مسلم
ولكن هذا الاعتراف وحده , لا يكفي لأن نكون حقاً ممن رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ رباً فليس الرضى عن ط§ظ„ظ„ظ‡ مجرد كلمة تقال باللسان , وفي القلب ما فيه من الحرج وعدم التسليم لشرع ط§ظ„ظ„ظ‡ تعالى والرضى بدينه.
فمنا من يزعم الرضى بالله رباً ويعترض على شرعه وأمره بلسان حاله أو مقاله. ومن ذلك على سبيل المثال:
الاعتراض على حجاب المرأة وتهميش هذه الفريضة الربانية من حدود الإيمان والطاعة إلى إطار الشكليات والقشور.
ومثله الاعتراض على قوامه الرجل على المرأة في شرع ط§ظ„ظ„ظ‡ تعالى ونبذها بالرجعية والتسلط. أما مسالة تعدد الزوجات فتلك كرة اللاعبين في ساحات الهوى والتبعية الغربية بل ووجدنا من يتطاول على شرعيه الحدود والقصاص وما إلى ذلك من أمور قطعيه , نص عليها القرآن الكريم في محكم آياته فأين الرضى بالله بعد ذلك كله؟!
إننا يجب أن نفرق بين شرع ط§ظ„ظ„ظ‡ وحكمه وبين ممارسات البشر الخاطئة التي ترتكب باسم الشرع وهي ليست منه في شيء. فمن أساء استخدام حق القوامة أو أساء في حق التعدد فقد أساء استخدام ما أباح ط§ظ„ظ„ظ‡ تعالى. كمن أساء استخدام المال أو غيره من المباحات على غير ما يرضي ط§ظ„ظ„ظ‡ تعالى.
ولنتعلم كيف ننتقد التصرفات البشرية الخاطئة دون أن نتعرض لشرع ط§ظ„ظ„ظ‡ المطهر الذي هو على كل حال خير لنا , أدركنا ذلك أم لم ندركه.
ولنتذكر أن ط§ظ„ظ„ظ‡ لن يرضينا حتى يرضى عنا , ولن يرضى عنا حتى نرضى به وعنه , فهل أزاح عنك هذا الواقع دهشة السؤال في أول المقال؟
أم انك معي في أنه لابد من أن نكرر السؤال على أنفسنا ونفتش عن الإجابة بصدق في سلوكنا وحياتنا وأن نخطو في طريق الرضى خطوات عملية؟
اللهم أرض عنا وأرضنا .. آمين.
مقال من مجلة الأسرة
لــ فاطمة عبد العزيز
فاصلة أخيرة لكــ أختي الحبيبة*