اليكن هذا المنقول
مهور ومهرة!
تختلف نظرة كل زوجة عن مثيلتها إلى المهر، وهذا ما يشهد به الواقع؛ فهذه قد تصدقت بكل مهرها وقدره ألف درهم
لمؤسسة خيرية ولسان حالها يقول: عندي كثير من الملابس والعطور، وبالنسبة للذهب فسيأتيني هدايا، كما
ستأتيني أجور الدعوة إلى الله وكل ما ستساهم فيه هذه المؤسسة من عمل خيري!! وتلك تصدقت بجزء منه،
وأهدت بعضاً منه، والباقي أنفقته على نفسها.
أما هاتيك الزوجة فقد أخذت منه عشرة آلاف ريال ووضعتها في حسابها في البنك، وعندما زُفت لعريسها وكانت
الصباحية قال لها: "يا بنت الأجواد أتمنى أن أسافر وإياك، لكن كما يقال: العين بصيرة واليد قصيرة، فقالت له: لا تقلق!
فقد ادخرت مبلغ عشرة آلاف ريال من أجل هذه اليوم! فأكبر تصرفها وأعجبته.. وأخرى أرجعت مهرها لمساعدة زوجها
الشاب الفقير الذي أحضر لها المهر سلفة لتأسيس منزل الزوجية.
هذه مشاهد لأناس واعين فهموا كثيراً من الحقائق عن دينهم ومجتمعهم.
وفي المقابل هناك صور يا حبذا اختفاؤها من مجتمعنا؛ ففي يوم من الأيام هاتفتني إحدى النساء وهي تبكي وتقول
تفاصيل قصتها: عقد عليّ زوجي قبل سنتين ولم نستطع أن نلتقي إلى الآن! قلت لها: ما السبب؟ قالت: زوجي
إنسان بسيط جداً وراتبه قليل. قلت: أفهم من كلامك أنه لم يعطك مهراً؟ قالت: بلى، فقلت: كم، قالت خمسون ألف
ريال، قلت ممتاز!! فما سبب التأخير؟! قالت: أخذ أبي من مهري خمسة عشر ألف ريال، وأخذ زوج أمي مثله، وأمي
عشرة آلاف لإقامة احتفال راقٍ بمناسبة الشبكة، فقلت: والباقي؟ قالت هدايا لأخوالي وأعمامي، فقلت لها: وماذا
بقي لك؟ قالت لا شيء، وزوجي لا يعرف بهذه القضية، وكلما استعجل أمر الزواج قدمت له معاذير وكان يقبلها، إلا أنه
بدأ يتوجس من مماطلتي ويلح على تعجيل الزواج.
فهل يعني الزواج استنزاف الأموال، وأخذ الحقوق؛ فالمهر ملك للمرأة ليس لوليها منه شيء إلا ما سمحت به له عن
طيب نفس، لقوله تعالى: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ} (النساء: من الآية4)، ولأبيها خاصة أن يأخذ من صداقاتهن ولو لم تأذن بشرط عدم مضرتها.
أما قضية المغالاة الباهظة، فلا يراعى فيها البعض جانب الزوج الفقير، وهذه المغالاة بإقامة حفلة شبكة، وزواج،
وصباحية وغيرها هي من الأمور التي تعيق الشاب عن إعفاف نفسه؛ ولا شك في كراهتها أو تحريمها وهي من
التقاليد السيئة التي يجب محاربتها والقضاء عليها وتنقية طريق الزواج من العراقيل. خصوصاً وأنها تعود على بعض
المنازل بما لا تحمد عقباه؛ فقد تكون سبباً في بغض الزوج لزوجته حينما يتذكر ضخامة مهرها، ولهذا كانت أعظم
النساء بركة أيسرهن مؤونة، كما في حديث عائشة رضي الله عنها "أعظم النساء بركة أيسرهن مؤونة"
فهل من عودة لإعفاف شبابنا؟!
لنقل نعم.. ولنكن مهرة في تخفيف المهور[/align]!!