هده القصو واقعية حدثت لإحدى الأسر المسلمة وروتها صديقة لهذه الاسرة.
إقتربت الساعة من الرابعة صباحا..كل شيئ حولها ساكن ، لا يتحرك سوى أوراق الشجر عندما يداعبها نسيم السحر..أغصان الشجرة تتدلى بالقرب من النافذة تكاد أن تعانقها..الهدوء والسكينة يعمان كل شيئ..فجأة انطلق صوت المنبه ..أسكتت خديجة هذا الصوت المزعج في سرعة فائقة وهبت من الفراش..توجهت متثاقلة الى دورة المياه ..مشيتها الثقيلة صارت معتادة بالنسبة لها،فهي في نهاية الشهر الثامن من الحمل. بطنها كبير وأرجلها متورمة.. جفونها متدلية من كثرة البكاء ..ولكنها لابد أن تقوم في ذلك الوقت ..فلم يبقى على آذان الفجر سوى ساعة واحدة .
خديجة من أقرب صديقاتي ..كان قد مر على زواجها حوالى ثلاث سنوات فبالطبع كانت فرحتها وفرحة زوجها غامرة عندما عرفا أنها حامل ،لكن في إحدى زياراتها للطبيبة المختصة وبعد إجراء الفحوصات اللازمة أخبرتها الطبيبة أن الإبنة التي تحملها في أحشاءها عندها كلية واحدة فقط.
سبحان الله الأطباء هنا في الغرب بالرغم من تفوقهم العلمي إلا أنهم يقتقدون المشاعر الإنسانية ،فهاهي خديجة في صدمة رهيبة مما سمعت والطبيبة تخبرها في منتهى البرودة أنه لا يوجد حل فوري ولأكن بعد الولادة من الممكن أن تجرى فحوصات على المولودة لتحدد صلاحية الكلية الواحدة ،وإن لم تكن صالحة فعمليات زراعة الكلى أصبحت مثل عمليات اللوز!
خرجت خديجة من عند الطبيبة وهي في حالة ذهول ..لا تدري كيف وصلت إلى بيتها ..أول مولود لها وبكلية واحدة ! ما العمل ؟هل من الممكن أن تكون الطبيبة مخطئة بحثت خديجة و زوجها عن أحسن الأطباء في هذا المجال لكن كل طبيب كان يأتي بنفس التشخيص ..واخر طبيب قال لها أن لا تتعب نفسها فالوضع لن يتغير ..وادركت خديجة في تلك اللحظة أنه ليس بيدها شيئ سوى التوجه الى الله بالدعاء ..ومنذ ذلك اليوم قررت أن تقوم في الثلث الأخير من الليل للصلاة والدعاء لإبنتها التي لم تولد بعد، فقد أخبر سبحانه وتعالى في محكم التنزيل:
" وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون " البقرة 186
"وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شيئ قدير
الأنعام17
"وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لله لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم " يونس 107
"وقال ربكم أدعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داحرين"
غافر60
وأيضا ورد في الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال" ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجب له ،من يسألني فأعطيه ،من يستغفرني فأغفر له "رواه البخاري ومسلم.
وأيقنت خديجة أنه لا ملجأ إلا إليه فلم تتردد في القيام يوميا قبل الفجربساعة أو أكثربالرغم من التعب الذي كانت تعانيه من الحمل ومن قلة النوم ..يوميا تتجه في الثلث الأخير من الليل على سجادتها في مصلاها و تسجد في خشوع و تسأله سبحانه وتعالى أن يرزقها إبنة بصحة جيدة و كليتين! .
وكلما أخبرتها الطبيبة بنفس النتيجة مع كل زيارة ازداد عزم خديجة على القيام في الثلث
أشفق عليها زوجها من كثرة القيام وخشي عليها من ا لصدمة عند مولد الإبنة ذات كلية واحدة وكان دائما يذكرها بأن الله سبحانه وتعالى قد يؤخر في الإستجابة:
"فقد روي ابو سعيد رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه ومسلم قال: ما من مسلم يدعوالله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث :إما أن تعجل له دعوته،وإما أن يدهرها له في الآخرة،وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها"رواه أحمد في المسند .
وكانت هي تذكر زوجها بأن لا حيلة لها إلا أن تسأل الله ،فإن لم تسأله هو من تسأل.
ولدت ظپط§ط·ظ…ط© بحضور أطباء الأطفال وأخبروها أن بعد أسبوعين من الولادة عليها القيام بإجراء فحوصات لإبتها ،جاء اليوم الموعود وجلست في غرفة الإنتظار تترقب خروج الطبيبة لتخبرنا عن حالة الكلية الواحدة..هل ستحتاج ظپط§ط·ظ…ط© إلى كلية جديدة أم أن كليتها الواحدة ستقوم بعمل الكليتين.؟
وخرجت الطبيبة وعلى وجهها ابتسامة باهتة ..توجهت إليها وقالت لا أدري ماذا أقول ولا أعرف ماذا حدث !! لكن إبنتك بصحة جيدة وبكليتين.
تبلغ ظپط§ط·ظ…ط© الآن الخامسة من عمرها.