التصنيفات
اسلاميات

التسول الشريعة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السؤال : انتشرت عادة ط§ظ„طھط³ظˆظ„ في الكثير من بلاد المسلمين،

وبخاصة في المساجد ودور العلم ، فلا يكاد الإمام يقبل علــى

المصلين بوجهه عقب السلام حـتـى يثب متسول أو أكثر أمام

الصفوف ، فيعرض حالتــه ، وربمـــا تباكى ليميل القلـــــوب

ويستحوذ عليها وهـــو يســأل المسلمين العون والمساعدة ،

وربمـا تظاهر بأنه مبتلى بعاهة هو منها بريء وهــــذا الأمر

يؤدي – إضافة إلـــى التغرير بالمسلمين وأخذ أموالهم بغيـــر

حق – إلـى التشويش على الذاكرين الذين يأتون بأذكار السنة

عقب الصلاة، فيقطع عليهم المتسول ذكرهم ويشوش ذهنهم،

فلا يكاد يعرف أحـدهـم ما ذكر ولا نسي . فهــــل يــا سماحة

الشيــخ من بأس في أن يحذر الإمام المصلين من إعطاء من

هـــذه صفته مـــن المتسولين ؟ وإذا غــلب عــلى الظن كذب

المتسول فهـل يجوز طرده مــن المسجد ؟ وهل يعتبر تحذير

المسلمين مـــن بعض المتسولين وحثهم على عدم إعطائهم

لمــا قــد يظهر من فساد دعواهم يعتبر من النهر الذي نهى

الله عباده عنه بقـوله ( وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ ) ؟ وأخيــرا

ما المقصود بالزجر أو النهر في الآية الكريمة ؟ وما هي

صفة السائل الذي لا يجـوز نهره ؟ أفيدونا أفادكم الله ؟ .

الجـــــواب : يجوز سؤال الناس شيئا من المال للمحتاج الذي

لا يجد ما يكفيه ،ولا يقدر على التكسب ، فيسأل الناس مقدار

مـا يسـد حاجــته فــقط ، وأما غيـر المحتاج أو المحتاج الذي

يقدر علـى التكسب فلا يجوز له المسألة وما يأخذه من الناس

فـي هـذه الحالة حــرام عليـــه ؛ لحــديـــث قبيصة بن مخارق

الهلالي رضـي الله عنه قال " تحملت حمالة فأتيت رسول الله

صلى الله عليه وسلم أسأله فيها فقال: أقم حتى تأتينا الصدقة

فنأمـر لك بهــا ثم قال : يا قبيصة إن المسألة لا تحل إلا لأحد

ثلاثة : رجـل تحمل حمالة فحلت له المسألة حتى يصيبها ثـم

يمسك، ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله فحلت له المسألة

حتى يصيب قواما من عيش – أو قــــال : سدادا مـن عيش –

ورجل أصابته فاقة حتــى يقـــول ثلاثة مــــن ذوي الحجا من

قومه : لقد أصابت فلانا فاقة فحلت لـه المسألة حتى يصـيب

قواما مـــن عيش – أو قال : سدادا من عيش – فمـا سواهن

من المسألة يا قبيصة فسحت يــأكلها صاحبها سحتا " (1)

وحــديــث " مــن ســأل النــاس أموالهم تكثــرا فإنما يسأل

جمرا " (2) وحــديــث " إن الصدقة لا تحل لغني ولا لذي

مرة سوي " (3)

والواجــب مناصحته ، وعلـــى العلماء بيان هــذا للناس فــي

خطب الجمعة وغيرها ، وفـي وسائل الإعلام ، ونهر السائــل

المنهي عنه في قوله تعالى (وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ) المراد به:

زجره ورفع الصوت عليه وهو يشمل السائل للمال ، والسائل

عــن الأحكـــام الشرعية ، لكن هذا لا يمنع إرشاد السائل

المخطئ فــي سؤاله ، ومناصحته بالحكمة والموعظة

الحسنة . وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد

وآله وصحبه وسلم .

اللـجــنـــة الـدائمــة للبحــوث العــلـمــيــة والإفــتـــــاء

الشيــخ عبدالله بن غديان، الشيــخ عبدالعزيز بن باز

الشـيـخ بكر أبو زيد ،الشـيـخ عبدالعزيز آل الشيخ ،

الشـيـخ صالح الفوزان

كتاب : فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

المجموعة : 1 ، الجزء : 24 ، الصفحة : 375 ،

الفتوى : 16486

(1 – 2) أخرجه مسلم

(3)اخرجه أبو داود والترمذي وصححه الألباني

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.