بيارق خفاقة ترسل خيوط النور وتُشرع بها آفاقاً كانت بالأمس مغلقة مظلمة..
نفسه تحدوه لأن يصعد ..
يضع كلتا يديه على تلك الصخرة ويرفع قدمه..
تتدحرج صخرات صغيرة بجانبه فيتملكه خوف من مواصلة الصعود ويخيل إليه أن الصخرة التي يستند عليها ستتدحرج به أيضاً وترديه صريعاً..!!
راجع نفسه .. فأحجم ونفض التراب عن يديه وعاد إلى مكانه يقلب بصره يتوق لأن يبلغ القمة..
ويسائل نفسه..كيف السبيل ؟!
ثم يعاود الكرة..ويحجم عن المواصلة أخرى..!!
::
نحن والتسويف..|~
حديث يطول..وتساؤلات تتكرر..
كم مرة قلت سأعمل غداً..ثم ولى غدك ولم تعمل ؟!
كم من الخطط رسمناها ثم حبسناها في أدراجنا حتى دفنها غبار الأيام ؟!
كم ..وكم..
وإجابات تدق أوتاد الحسرة..
::
هي دعوة للتشمير والإقدام..|~
أي شئ يثنيك عن سعيك؟ ومن أي شئ تخشى؟
تأكد أن حياتك ستتغير تماماً إن وضعت نصب عينيك "أن تعمل.. خير من أن تكون صفراً"
ليس بالضرورة أن يكون عملك تاماً لا نقص فيه ولا خلل ..وليس ذلك عيباً..
لكن العيب أن تكون كلاًّ ..وحملاً ثقيلاً على أمتك..
هي دعوة لأن نجعل حياتنا وقفاً..
ونجعل القرآن سلوكاً..
أولست تقرأ وأقرأ (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين)
حتى عاداتك نومك وسعادتك وهمك..اجعلها كلها لله..(واعبد ربك حتى يأتيك اليقين)..
تلك هي الغاية..وإنما خلقت لتسعى..
::
هي دعوة لملء الخزائن التي ظلت فارغة زمناً طويلاً..|~
املأها الساعة..
لا تتأخر..
امنح نفسك فرصة لتملأها عملاً وسعياً وهمة ..وتقتل التسويف والتواكل..
فإنك غداً ستسأل :
(فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون)
حسبك من الأماني ما مضى..
فإنه الحرمان..
أن تمضي حياتك تتمنى الخير ولا تبلغه رغم قدرتك عليه..
و يمضي العمر هملاً.. تحاصره أطلال الحسرة..!
::
فاصلة|~
قال ابن الجوزي رحمه الله:
"
اعلم أن الأيام تبسط ساعات.. والساعات تبسط أنفاساً.. وكل نفس خزانة..
فاحذر أن يذهب نفس بغير شيء ..فترى في القيامة خزانة فارغة فتندم..
وانظر كل ساعة من ساعاتك بماذا تذهب.. فلا تودعها إلا إلى أشرف ما يمكن ..
ولا تهمل نفسك وعودها أشرف ما يكون من العمل وأحسنه.. وابعث إلى صندوق القبر ما يسرك يوم الوصول إليه
"
منقول — للكاتبه : لمع الاسنة