التصنيفات
اسلاميات

(ولاتدري نفس باي ارض تموت)قصة حقيقية لامي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

..

..الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله و بعد ،

… رجلٌ باكستاني سافر إلى المملكة بقصد العمل سائقًا لأحد الجيران ، .. مضت الأيام .. و أصيب بمرض قي قلبه ..
إستمر معه المرض .. حتى ضربوا له موعدًا لإجراء عملية في قلبه في يوم الـ 18 أظنّه في هذا الشهر ..

و بالأمس شُوهد قريبًا من مسجد الحي تجمع من الناس و سيارة الدفاع المدني ..

سأل الأهل ما الخبر ؟

أجابوا : رجلٌ مات !

و من هو ؟

سائقٌ باكستاني

أدى صلاة المغرب في الجامع بعدها ذهب إلى دورة المياه التابعة لذلك الجامع – أكرمكم الله – ،
و أغلق الباب – وما علم أنه لن يفتحه البته – ، مضى الوقت و الرجل لم يخرج ، و بعد مدة دخل
أحد الرجال ، و سمع وراء أحد أبواب دورات المياه المغلقة صوتًا لصنبور ماءٍ مفتوح ، و جوالٍ يرن
و لا مجيب له !! ، إستغرب ، لكنه خرج ولم يفعل شيئًا ..

و بعدها جاء أحد العمّال إلى ذلك المكان ، و استكشف الأمر بعد سماعه لرنين الجوال ..
و حاول فتح الباب و لكنه موصدٌ من الداخل ولا مجيب خلفه ، حتى تم استدعاء الدفاع المدني لكسر باب الحمام !
بعد كسره وجدوا الرجل قد مات بسكتة قلبيّة ! -رحمه الله – ، جموع من العمالة الباكستانية تنظر إلى صاحبها ميتا ..
و قبل ذلك كان معهم حيّا .


" إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ
وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ "

…. و في الغد بعد صلاة المغرب أمسك الإمام باللآقط الصوتي
و أخذ يروي ماحدث لجماعة المسجد و يعظهم بأحد الذين كانوا معهم .

و المتأمل من الجماعة سيستشعر أن ملك الموت كان البارحةَ في حيّه ،
و قبض روح أحد من يراهم مرارا و تكرارا ، و لايدري ربما دوره بعـده "

فلا يعلم المرء أين ستقبض روحه ، و في أي مكان ، و ماهي حالته يومها ؟!

تصادف بعض الناس أحيانًا مواقف ، كانوا يحسبون أن لا حياة لهم بعدها ! و موتهم حتميٌ فيها ،
و يتعجبون من نجاتهم منها .. إذ كيف نجوا و الموت كاد ينهشهم ..
و لتبيين ذلك أورد ..
مارواه لنا الحافظ البخاري في صحيحه عن صاحب سر النبي صلى الله عليه وسلم
عبدالله بن مسعود رضي الله عنه فقال :
خط النبي صلى الله عليه وسلم خطا مربعا [] و خط خطا في الوسط خارجا منه |
وخط خططا صغارا =|= ، إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط
وقال :
[ هذا الإنسان …. و هذا أجله محيط به ! – أو : قد أحاط به –
… و هذا الذي هو خارج أمـله ! …. و هذه الخطط الصغار الأعراض =
فإن أخطأه هذا نهشه هذا … و إن أخطأه هذا …. نهشـــه هذا ]
– الدررالسنيّة –

فسبحان من يعلم مقادير الخلائق و مصيرهم ، فرب أحد هذه الأعراض كادت أن تنهشنا و لكنها أخطأتنا و كل ذلك بتقدير من الله و حكمه ، و لاريب أن إحداها ستنهشنا يومًا ما ، فاللهم إنا نسألك حسن الخاتمة و نعوذ بك من سوءها ، فمهما عملنا فلا ندري ماذا يختم لنا فحريٌّ بنا أن نتعوذ بالله من سوء الخاتمة يقول سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه الذي كان يسمى بـ حزن فغيّر الرسول صلى الله عليه وسلم اسمه إلى سهل ، يقول فيما روي عنه في الجامع الصحيح للإمام للبخاري رحمه الله :
أن رجلا من أعظم المسلمين غناء عن المسلمين ، في غزوة غزاها مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فنظر النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
[ من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إلى هذا ]
… فاتبعه رجل من القوم .. وهو على تلك الحال من أشد الناس على المشركين !
حتى جرح … فاستعجل الموت !
فجعل ذبابة سيفه بين ثدييه حتى خرج من بين كتفيه !!

… فأقبل الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم مسرعا فقال :
أشهد أنّـك رسول الله
فقال [ وما ذاك ] ؟ .
قال : قلتَ لفلان :من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إليه ، وكان من أعظمنا غناء عن المسلمين !
فعرفت أنه لا يموت على ذلك .. فلما جرح استعجل الموت فقتل نفسه !!! .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك :
[ إن العبد ليعمل عمل أهل النار و إنه من أهل الجنة ! ، و يعمل عمل أهل الجنة و إنه من أهل النار ، الأعمال بالخواتيم ] .
– الدرر السنيّة –

و لاشك أننا حينما نسمع أو نشاهد أن أحد إخواننا عند سكرة الموت نطق الشهادة و أخذ لسانه يتهلل
بها .. أشهد .. أن . لا .. إله .. إلا .. و تغالبه السكرة .. فينازعها و يكمل أن لا إله .. إلا .. الله و يرفع السبابة و بعدها يلفظ أنفاسه الأخيرة .. و يفارق الحياة ~
و فارق دار العمل بحسن العمل .

لاشك أن أحدنا يتمنى لو يكون هو مكانه لحسن خاتمته و موته على الإسلام و رفعه للسبابة ، لأننا في الحقيقة لا نضمن حسن الخاتمة .
أتذكر مشهدًا عايشنها أثناء أحداث معركة الفرقان معركة العزّة في غزة الهاشم ، عندما سُجل مقطع فيديو يظهر فيه أحد المدافعين الأشاوس عندما أصيب و سقط فأصبح ممددًا على الأرض و هو يردد الشهادة و يكررها و يرفع سبابته و يده أيضًا و كأنه ينظر إلى شيء في الأعلى ثم خرجت روحه !
و أي خاتمة ختمها ذلك الشهم نسأل الله أن يجعله من الشهداء ..

و مثال آخر قريبٌ من أيّامنا ، في يوم الأحد الماضي الموافق 5/7 في مشهد مشهود توفي
ذلك الشاب و سبابته مرفوعة و هو ينطق بالشهادة ! – نسأل الله من فضله – ، توفي هو وصديقه رحمهما الله في حادث سير كان سببه سيارة يقودها أحد ( المفحطين ) بتهوّر – هداه الله –
صاحبنا الذي نطق بالشهادة هو الذي حمل هم حلق القرآن و شبابها ، طالب كلية الشريعة عبد الله النصّار أحد مشرفي حلق جامع الأمير سلطان في حي السويدي الغربي بالرياض ، ذلك المشرف صاحب الذكر الطيب ، حمل هم الدعوة ، من يقرأ ماذا قال عنه أصحابه يعجب من رفعة همه وحمله لهم الدين .

رحم الله الجميع و غفر لهم و جعل قبرهم روضة من رياض الجنة ،
و نسأله أن يحسن خاتمتنا و يرحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه .

و الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على سيد ولد آدم محمد صلى الله عليه وسلم و على آله و صحبه و سلم .

و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

منقول للفائدة


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.