تروى حكاية من التراث عن زوجين كانا يكرهان بعضهما أكثر ما يكون الكره ،
و كانا يدبران المصائب لبعضهما …
فلما طفح الكيل
أراد كل منهما الذهاب إلى ابليس لتدبير مصيبة كبيرة للآخر
طبعاً بدون علم الطرف الآخر
فلما ذهب الرجل لإبليس
قال إبليس للرجل مكيدة و خطة
فوافق عليها الرجل سريعاً
و ذهب.
و لما ذهبت المرأة لابليس،
إبتكر لها مكيدة و لكنها لم تقتنع بها
فقال لها مكيدة ثانية …
و أيضاً لم تدخل بالها
وعندها فكرت المرأة وقالت لأبليس
تعال لأشاورك بخطة و مكيدة و تعطيني رأيك فيها
فلما كلمته و أخبرته المكيدة …
قام ابليس من كرسيه مرتبكاً و حانقاً و قال لها…
ياشيخة خافي الله
_________________
فطنة الرجال
يروى في الحكايات أن أحـد المـلـوك كان يحب أكل السمك ، جاءه يوما صياد ومعه سمكه كبيرة ،
فأهداها للملك ووضعها بين يديه ، فأعجبته ، وأمر له بأربعة آلاف درهم ،
فقالت له زوجته : بئس ما صنعت .
فقال الملك لم ؟
فقالت : لأنك إذا أعطيت هذا القدر بعد ذلك لأحد من حاشيتك اسْتَقَلَها ،
وقال : قد أعطاني مثل عطية الصياد ،
فقال: لقد صدقت ، ولكن يقبح بالملوك ، أن يرجعوا في هباتهم ، وقد فات الأمر ،
فقالت له زوجته : أنا أدبر هذا الحال ،
فقال : وكيف ذلك ؟
فقالت : تدعو الصياد ، وتسأله : أذكر هي هذه السمكه أم أنثى ؟
فإن قال ذكر ، فقل إنما طلبت أنثى ، وإن قال انثى قل إنما طلبت ذكرا.
فنودي على الصياد فعاد ، وكان الصياد ذا ذكاء وفطنة ، فقال له الملك :
هذه السمكة ذكر أم انثى ؟
فقال الصياد : هذه خنثى ، لا ذكر ولا أنثى ؟
فضحك الملك من كلامه
وأمر له بأربعة آلاف درهم ،
فمضى الصياد إلى الخازن ، وقبض منه ثمانية آلاف درهم ،
وضعها في جراب كان معه ، وحملها على عنقه ، وهم بالخروج ،
فوقع من الجراب درهم واحد ،
فوضع الصياد الجراب عن كاهله ، وانحنى على الدرهم فأخذه،
و كان الملك وزوجته ينظران اليه ، فقالت زوجة الملك للملك :
أرأيت خسة هذا الرجل وسفالته ، سقط منه درهم واحد ،
فألقى عن كاهله ثمانية آلاف درهم ، وانحنى على الدرهم فأخذه ،
ولم يسهل عليه أن يتركه ، ليأخذه غلام من غلمان الملك ،
فغضب الملك منه وقال لزوجته صدقت.
ثم أمر بإعادة الصياد وقال له :
ياساقط الهمة ، لست بإنسان ،
وضعت هذا المال عن عنقك ، لأجل درهم واحد ، وأسفت ان تتركه في مكانه ؟
فقال الصياد : أطال الله بقاءك أيها الملك ، إنني لم أرفع هذا الدرهم لخطره عندي ،
وإنما رفعته عن الأرض ، لأن على وجهه صورة الملك ، وعلى الوجه الآخر إسم الملك،
فخشيت أن يأتي غيري بغير علم ، ويضع عليه قدميه ، فيكون ذلك استخفافا باسم الملك ،
وأكون أنا المؤاخذ بهذا ، فعجب الملك من كلامه واستحسن ما ذكره ، فأمر له بأربعة آلاف درهم.
فعـاد الصياد ومعه اثنا عشر ألف درهم ، وأمر الملك مناديا ، ينادي :
لا يتدبر أحد برأي ط§ظ„ظ†ط³ط§ط، ، فإنه من تدبر برأيهن ، وأتمر بأمرهن ، فسوف يخسر ثلاثة أضعاف
______________
وبعيدا عن الفكاهة والتندر نقول ما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم:
(((إنما ط§ظ„ظ†ط³ط§ط، شقائق الرجال، ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم )))، (رواه احمد)،
وقال: (((خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهـلي)))، (رواه بن ماجة)،
وقال: (((أكمل المؤمنين أيماناً، وأقربهم مني مجلساً، ألطفهم بأهـله)))، (رواه الترمذي)،
وقال: (((استوصوا بالنساء خيرا فإنما هن عوان عندكم، إن لكم عليهن حقا، ولهن عليكم حقا))) ، (رواه الترمذي).