في الاسبوع الماضي تحدثنا عن الأضرار النفسية والاجتماعية التي تصيب المرأة ذات الشعر المفرط غير المرغوب فيه، وتطرقنا إلى أسبابه والعوامل المحفزة له وكذلك تشخيص هذه الحالة واليوم نستكمل الحديث حول هذا الموضوع.
العلاج:
يشمل علاج الشعرانية ثلاث جوانب أساسية:
أولاً: علاج السبب الرئيس ان وجد كمعالجة اضطرابات الغدد وزيادة الوزن وتكيس المبايض وغيرها سواء كان العلاج عن طريق الأدوية المناسبة أو التدخل الجراحي إذا لزم الأمر وقد وجد على سبيل المثال ان عمل كي أو تخريم للمبيض بالمنظار قد يساعد على تقليل كثافة الأنسجة المنتجة للهرمونات الذكرية لدى بعض النساء ومن ثم يساعد في العلاج.
ثانياً: المعالجة الدوائية المناسبة لمعالجة فرط الأندروحينات وذلك عن طريق أدوية تؤخذ عن طريق الفم تعرف بمضادات الأندروجين مثل ديكساميثازون، الألداكتون وحبوب منع الحمل مثل دياني.
ثالثاً: معالجة الأعراض وإزالة الشعر وذلك اما عن طريق استخدام الطرق التقليدية لازالة الشعر مثل كريمات تفتيح لون السعر (Bleaching Creams) أو مزيلات الشعر كالحلاوة، أو الشمع أو الكريمات التي تعمل على تقليل الشعر مثل كريم "فانيكا" أو بواسطة الازالة بالملقط أو الخيط، كما يمكن ازالة الشعر عن طريق استخدام العلاج بالتحليل الكهربائي، أو استخدام الطرق الحديثة مثل الليزر أو طريقة الأبي لايت واللذان يعتبران من افضل الحلول، حيث انهما يزيلان الشعر لفترة طويلة ويجدر هنا ملاحظة ان معظم الطرق الموجودة حاليا لازالة الشعر بالاضافة إلى الليزر والتحليل تعتبر مؤقتة وليست نهائية وانما في حالة الازالة بواسطة الليزر أو الابي لايت فإن مدة ظهور الشعر تطول بالاضافة إلى قلة كثافته عند نموه مجددا.
طرق ط¥ط²ط§ظ„ط© الشعر التقليدية:
1- ط¥ط²ط§ظ„ط© الشعر بالشمع: هي طريقة سهلة ورخيصة وتعتبر من أكثر الطرق استخداما لدى النساء وهي أكثر الطرق استعمالا في صالونات التجميل والعناية بالجسم حيث يتم استخدام انواع متعددة من الشمع لإزالة الشعر منها الشمع الحار الذي يستعمل لإزالة شعر الوجه وأعلى الفخذين وتحت الإبط حيث يبدو أكثر فعالية لإزالة الشعر القاسي والقصير الذي يظهر في هذه المناطق من الجسم، أو الشمع اللين الذي يستعمل لإزالة شعر الساقين بالاضافة إلى الشعر الموجود في مناطق أخرى من الجسم، وغالبا ما يدخل في تركيب مزيلات الشعر الشمعية عدة مركبات تشمل شمع عسل النحل، البارافين، زيوت ومثبتات تساعد على لصق الشمع على الجلد.
يتميز الشمع بأنه يعمل على نزع الشعر من جذوره على عكس المستحضرات الكيميائية الأخرى التي تعمل على ط¥ط²ط§ظ„ط© الشعر من سطح الجلد فقط كما ان عملية الازالة بالشمع هي أسرع وأكثر فعالية على الشعر الخشن مع احتمال نمو شعر أنعم وأقل كمية وكثافة ولذا يمكن القول ان ط¥ط²ط§ظ„ط© الشعر بواسطة الشمع رغم انها طريقة مؤلمة مقارنة بالمستحضرات الكيميائية إلا انها أكثر دواما، حيث قد يستغرق ظهور الشعر الجديد عدة اسابيع من العلاج.
ولا يخلو العلاج بالشمع من مساوىء حيث انه مؤلم خاصة إذا استخدم على المناطق الحساسة من الجسم كما انه قد يصيب بعض الكدمات والاحمرار والخشونة على الجلد وقد يؤدي إلى نمو الشعر تحت سطح الجلد لذا يفضل تنظيف المنطقة قبل عملية الازالة بالشمع مع وضع مرطبات خاصة بعد الانتهاء وذلك لتهدئة ومنع حدوث أي تهيج أو التهاب بالبشرة، ويجب الحرص على اجتناب استعمال هذه الطريقة على المناطق الحساسة من الجسم مثل رموش العينين، أو داخل فتحتي الأنف والأذن كذلك فوق الحلمتين أو المناطق التناسلية كما يفضل عدم استخدامه لدى المرضى المصابين بمرض السكري أو أمراض الدورة الدموية أو على المناطق المصابة بدوالي الأوردة، والشامات والنتوءات، وذلك لاحتمال حدوث الالتهابات.
2- حلاقة الشعر: تعتبر حلاقة الشعر طريقة شعبية وبسيطة وذات نتائج مرضية وهي لا تزيد من كثافة الشعر أو زيادته كما يعتقد كثير من الناس ولكنها قد تؤدي إلى خشونة الشعر وزيادة سماكته، ولكن على الرغم من ان عملية الحلاقة تعتبر رخيصة وغير مؤلمة إلا انها تتطلب التزاما متواصلا للحفاظ على بشرة خالية من الشعر لأن الحلاقة لا تنزع الشعر من جذوره وانما تنزعه بالقرب من سطح الجلد مما يتطلب معاودة الاستعمال على فترات قريبة، والمشاكل الاساسية للحلاقة تشمل عادة التهاب الجلد أو جرحه، حدوث تصبغات جلدية وكذلك نمو الشعر نحو الداخل وهذه المشكلة الأخيرة يمكن التخلص منها إذا اجريت الحلاقة من الأعلى للأسفل وليس بشكل معترض لاتجاه الحلاقة.
3- كريمات موضعية: يمكن القول ان الكريمات المستخدمة للشعرانية هي على نوعين:
النوع الأول: كريمات تعمل على ازالة الشعر وهي عادة تحتوي على مواد شديدة القلوية تعرف ب "ثيوجليكولات الكالسيوم" وتعمل على إذابة الشعر ويتطلب استعمالها اتخاذ احتياجات عدة منها اجراء اختبار مبدئي على منطقة صغيرة من الجلد، للتأكد من عدم وجود حساسية للمستحضر المستخدم وكذلك عدم ترك المستحضر لفترة طويلة على الجلد لتجنب تهييجه وعند الاستعمال فيحرص على تجنب المناطق الحساسة مثل المنطقة المحيطة بالعين.
النوع الثاني: كريمات تقوم بتبييض أو تشقير الشعر عوضا عن ازالته وهي مركبات كيميائية تحتوي على مادة "الهيدروجين بيروكسيد" تستعمل لتفتيح لون الشعر لجعله أقل ظهورا وملاحظة وغالبا ما تستخدم على الأماكن الحساسة أو التي يصعب ط¥ط²ط§ظ„ط© الشعر الزوائد منها مثل الحاجبين، اليدين، فوق الشفة، أعلى الفخذين ولكن قد يصاحب هذه الكريمات في بعض الأحيان تحسسا جلديا.
إزالة الشعر بالتحليل الكهربائي
هذه الطريقة تم اكتشافها منذ أكثر من مائة عام وهي تعتبر من أفضل طرق ازالة الشعر نهائياً إذا قام به شخص ذو خبرة متمرس بالتجميل ولديه الخبرة بمشاكل الشعر إلا أن نسبة نجاحه لدى أمهر الممارسين حوالي 50% فقط، تستخدم في هذه الطريقة إبرة بحجم الشعرة متصلة بجهاز على شكل سلك دقيق يوضع بالقرب من ساق الشعرة ويتم ادخال الإبرة عن طريق قناة الشعر حتى تصل إلى جدر الشعرة وبصيلتها تحت الجلد ثم يتم تمرير تيار كهربائي خفيف عن طريق هذا السلك الدقيق حتى يتم تدمير الشعر من جذورها ثم يتم سحب الشعرة بالملقط.
ولا تخلو هذه الطريقة من مساوىء ومنها ان هذه الطريقة مؤلمة إذ قد يشعر الشخص بوخزات متكررة مع كل كي، ويمكن استعمال كريم موضعي للتخدير قبل اجراء الكي بساعة تقريبا يمنع الاحساس بالوخزات. كما انها كثيرا ما تسبب ندابات جلدية نتيجة استخدامه الإبرة على الجلد، اضافة إلى انها طريقة بطيئة ولا تغطي مساحة كبيرة ولذلك فهي تحتاج إلى عدة جلسات وذلك حسب كثافة الشعر المراد إزالته كما انه من الضروري استخدام أدوات وإبر معقمة وكذلك اتباع وسائل النظافة الصحية، لتجنب حدوث تلوث أو أمراض. وأخيرا فإن هناك طرقاً أخرى للكي مثل الكي بالموجات القصيرة حيث يتم تسليط موجات قصيرة التردد مثل موجات الراديو على بصيلات الشعر تؤدي إلى تسخين المنطقة حول البصيلات وكيها أو باستعمال تيار مباشر لتجميع وتكوين مادة كيميائية من مكونات الجسم حول بصيلة الشعر تؤدي إلى اتلافها وكل هذه الطرق نتائجها محدودة وغير فاعلة.
الطرق الحديثة لإزالة الشعر
أ- ط¥ط²ط§ظ„ط© الشعر بالليزر: يعتبر العلاج بالليزر من احدث طرق العلاج المتوفرة حاليا وهي طريقة آمنة وفعالة لكنها غالية الثمن وبالمقارنة بالتحليل الكهربائي نجد ان الليزر يزيل مجموعة من الشعر من منطقة واحدة في وقت واحد بينما يتطلب التحليل الكهربائي ازالة كل شعرة على حدة مع كثرة المضاعفات الجانبية للتحليل الكهربائي مقارنة بالليزر.
وهناك عدة اشكال من الليزر متوفرة حاليا مثل روبي (RUBY) وان دي ياق (ND:YAG) وأخيرا الكسندريت (ALEXANDRITE) والدايود (DIOD) وكلها تعمل على تدمير أجربة الشعر وجذوره مما يؤدي التخلص من الشعر غير المرغوب به على الجسم.
وقد صنفت منظمة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) العلاج بالليزر كطريقة آمنة وسريعة وطويلة الأجل لإزالة الشعر ورغم ان الدراسات والتقارير الخاصة بمتابعة المرضى لمدد طويلة قليلة جدا ان لم تكن نادرة إلا ان الانطباع السائد لدى المتخصصين ان تكرار العلاج ربما يؤدي إلى ازالة دائمة للشعر.
ب – طريقة إبي لايت: طريقة حديثة أيضا لإزالة الشعر تعتمد على استخدام ضوء مرئي خاص لاتلاف بصيلات الشعر وإزالتها لمدة طويلة وأحيانا نهائيا وتتميز هذه الطريقة بأنها غير مؤلمة ويمكن استخدامها لجميع مناطق الجسم ولمختلف البشرات بما فيها البشرة السمراء ومثل ما يحدث مع العلاج بالليزر فإن ط¥ط²ط§ظ„ط© الشعر بطريقة إبي لايت قد تسبب احمرار الجلد لعدة أيام وقد يحدث تقشر للجلد لدى حوالي 20بالمائة من الأشخاص كما تتطلب تكرار الجلسات في كل منطقة لعدد أربع جلسات على الأقل على مدى عدة أشهر للحصول على أفضل النتائج.
ويجدر الإشارة هنا إلى ان هذه الطريقة لا تصلح لإزالة الشعر الأشيب أو الأبيض كما انها قد تسبب حدوث ابيضاض دائم للجلد عند ذوي البشرة الداكنة في المنطقة التي يزال الشعر منها.
د. عبدالله صالح المسعود
استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية
مستشفى الملك فهد التخصصي ببريدةa
منقوووووووول للفائده