التصنيفات
اسلاميات

وتبسمك في وجه أخيك صدقه: -من الاسلام

[align=justify]وتبسمك في وجه ط£ط®ظٹظƒ صدقه:

هذا الحديث العجيب لايملك من يقرأه إلا أن يقف عنده لحظات يتدبر بعض معانيه.
إن له لإيحاءات شتى ، يدق بعضها ويلطف ، حتى يصل إلى أعماق النفس ، إلى قرار الوجدان، فيهزه هزاً.
إن هذا الحديث يوحي لمعنى تفجير منابع الخير في النفس البشرية،كما يوحي لربط المجتمع برباط الحب والمودة والإخاء..لأنه يخرج بالصدقة عن معناها التقليدي الضيق من معناها الحسي، إلى معناها النفسي.
قد نظن، لأول وهلة أن بعض الصدقات أهون من أن تكون صدقة!! وأقرب شيء إلى هذا الظن قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( ظˆطھط¨ط³ظ…ظƒ في وجه ط£ط®ظٹظƒ صدقه) ومع ذلك جربها أو تتبعها في محيط الناس..
إن تبسمك في وجه أخيك، الذي يبدو لك هيناً.. لهو أشق شيء على النفس التي لم تتعود الخير ولم تتجه إليه!
هناك ناس لايبتسمون أبداً، ولا تنفرج أساريرهم وهم يلقون غيرهم من الناس! إنهم أناس مرضى أو بمعنى أدق" في قلوبهم مرض ". وينابيع الخير مغلقة في نفوسهم وعليها الأقفال.
إن الصدقة هي الإعطاء وهي حركة ايجابية .. ولذلك قيمة كبرى في تربية النفوس. فالنفس التي تتعود الشعور بالإيجابية نفس حية متحركة فاعله بعكس النفس التي تتعود السلبية فهي نفس منكمشة منحسرة ضئيلة.
والرسول صلى الله عليه وسلم يريد للمسلم أن يكون قوة لإيجابية فاعلة، ويكره له أن يكون قوة سلبية عاجزة. فنجده يصف حتى الأعمال الصغيرة والهينة بأنها صدقة. بأنها إعطاء.
حيث أنه صلى الله عليه وسلم يشجع الناس على الإحساس بإيجابياتهم، حتى في الأ عمال التي قد تبدو صغيرة في ظاهرها، ليحسوا أن كيانهم يتحقق في عالم الواقع، في عالم السلوك. فيزيدهم ذلك إقبالاً على العمل في ميدان الخير، ويشجعهم على الصعود باستمرار.
وذلك ولا شك منهج بارع في تربية النفوس. فالإسلام دين الحياة الكامل ، يحرص على أن يظل ينبوع الخير في النفس الإنسانية أثراً يفيض بالخير ولا ينضب، فإنه يضمن أن تقوم بين البشر روابط أمتن وأقوى.
وأي روابط يمكن أن تربط القلوب أقوى من المودة والحب؟" وألف بين قلوبهم" " ولو أنفقت مافي الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم، ولكن الله ألف بينهم" سورة الأنفال ( 63)
إنها هبة الله… فالحب الذي يطلق البسمة من القلب فينشرح لها الصدر وتنفرج القسمات.. فيلقى الإنسان أخاه بوجه طليق. هو ذلك الحب الذي يصنع المعجزات.. هو الذي يؤلف القلوب ..هو الذي يقيم البناء الذي لايهدمه شيء ولا يصل إليه شيء .
إن الإسلام هو الذي يجعل رباط المحبة هو الرباط الأول والأوثق في حياة البشرية، ويقيم الوشائج كلها من مادية واقتصادية واجتماعية وفكرية وروحية_ على هذا الأساس المتين.
( وألف بين قلوبهم) ) (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا)آل عمران (103)
إن الرسول يدرك بفطرته ، وبما أدبه عليه ربه فأحسن تأديبه ، أن الرحمة والمودة والإخاء هي وحدها التي يمكن أن يقوم عليها البناء الحي القوي المتماسك ، فيدعو إلى الحب " لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه)
ويجلو القلوب لتفيض بالحب، ويعلمها الوسيلة لكي تحب وتُحب : أن تلقى أخاك بوجه طليق! إن هذه الابتسامة على الوجه الطلق لتعمل عمل السحر! جربها!
جرب أن تلقى الناس بوجه طلق وعلى فمك ابتسامة مشرقه .
ولن تندم على التجربة قط!
إنها لتستطيع وحدها أن تفتح مغالق النفوس وتنفذ إلى الأعماق.
لمحمد قطب
[/align]


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.