أختي الحبيبة
إن مما عمت به البلوى في زماننا هذا التساهل الشديد في أمر كشف العورات لدى ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¨ الرجل , وبخاصة في ط¹ظٹط§ط¯ط§طھ ط§ظ„ظ†ط³ط§ط، ظˆط§ظ„طھظˆظ„ظٹط¯
فقد رأينا ما لم يكن يخطر لنا ببال , مؤلم والله ما أراه من كثير من أخواتنا الاتي كنت أتوسم فيهن الصلاح والحياء والعفة وإذا بها وبخاصة لو رزقها الله بحمل , فّإذا بها وبدون أي تردد تقرر أن من ستتابع معه بل ومن سيقوم بتوليدها هو طبيب رجل وترفض وبشدة أن تقوم بذلك طبيبة مهما كانت حاذقة وماهرة في أمر التوليد ومتابعة الحمل ومهما كان معها من شهادات ودرجات , ومما يزيد الطين بلة أنا نرى بعض الأزواج وبكل رضى يذهب بامرأته بنفسه ويأخذها لعيادة ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¨ ليكشف على زوجته !!! وكأن ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¨ هذا محرم لكل ط§ظ„ظ†ط³ط§ط، وكأنه ليس من الرجال فيحل عنده أي محظور ويباح له كل محرم فإنا لله وإنا إليه راجعون
يا أختي الحبيبة ..
الأمر جد خطير , كيف تسمحين لرجل أجنبي عنكِ يرى منكِ ما لا يحل أن يراه غير زوجكِ فقط ؟؟؟!!
كيف يرى عورتكِ المغلظة ؟؟!!
وإني لأعلم إحدى الأخوات كانت تقول : إن ط§ظ„ظ†ط³ط§ط، غير ماهرات وانها تخشى على وليدها من الطبيبة أو على نفسها
وتصر بشدة على أن يقوم بتوليدها طبيب رجل
وكان لها ما أرادت .. وإذا به في وقت الولادة يسحب الوليدة لي****ر لها ذراعها إثاء شَدِه لها , ويظل والداها في ماعناة العلاج الطبيعي وغيره في محاولات لإعادة ذراعها ط§ظ„ط°ظٹ أصبح لا يقوى على أي حركة
أقول لها ولغيرها قول الله عز وجل ..
" وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا "
" وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ "
هذه مصيبة وبلوى كبيرة ابتلينا بها , ولعل الكثير من أخواتنا لا تعلم عن خطورة الأمر شيئا ..
فإليكِ حفظكِ الله والمسلمات وحفظ علينا عفتنا وحيائنا هذه الفتوى ليكون الأمر واضحا بينا
السؤال :
أرجو أن توضح لي أمر اختيار ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¨ ، فقد قالت مدرستي بأن المرأة المريضة يجب أن تختار طبيبة مسلمة ثم الطبيبة الكافرة ثم ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¨ المسلم ثم ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¨ الكافر ، ولا نذهب لطبيب إلا إذا عدم وجود طبيبة ونحتاج لمختص .
قالت صديقتي بأن مدرستها قالت بأن الخيار الأول أن يكون مسلماً سواءاً طبيب أو طبيبة ، ثم يأتي الكافر طبيب أو طبيبة .
أنا محتارة ، فأنا أفهم أن الأطباء المسلمون عندهم أمانة أكثر من غير المسلمين ولكن ألا تأتي مسألة العورة أكثر أهمية ثم تجنب الفتنة ؟
بعض أصدقائي ط§ظ„ظ†ط³ط§ط، يفضلون الذهاب لطبيب مسلم في مراجعتهم فترة الحمل وكذلك حين الوضع بينما يوجد الكثير من القابلات مسلمات وغير مسلمات .
أرجو أن تنصحنا يا أستاذ
جزاك الله خيرا
الجواب:
الجواب :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين : نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
ففيما يلي ذِكْر لبعض القواعد والضوابط في مسألة : " النظر للعلاج "
أولا : عورة الرجل ما بين السرّة والركبة لقوله صلى الله عليه وسلم : ( ما بين السُّرَّة والركبة عورة ) حديث حسن رواه أحمد وأبو داود والدار قطني . وهذا قول جمهور أهل العلم .
ثانيا : المرأة كلها عورة أمام الأجنبي لقوله تعالى : { وإذا سألتموهنّ متاعا فاسألوهن من وراء حجاب } ولقوله صلى الله عليه وسلم : ( المرأة عورة ) رواه الترمذي بسند صحيح وهذا القول هو الصحيح من المذهب عند الحنابلة وإحدى الروايتين عند المالكية وأحد القولين عند الشافعية .
ثالثا : تَعمّد النظر إلى العورات من المحرمات الشديدة ويجب غضّ البصر عنها لقوله تعالى : { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون . وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن .. الآية } وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل ، ولا المرأة إلى عورة المرأة .. ) رواه مسلم وقال لعلي رضي الله عنه : ( لا تنظر إلى فخذ حيّ ولا ميّت ) رواه أبو داود وهو حديث صحيح
رابعا : كلّ ما لا يجوز النّظر إليه من العورات لا يحلّ مسّه ولو من وراء حائل وقد قال النبي صلى الله عليه وسلّم : ( إني لا أصافح ط§ظ„ظ†ط³ط§ط، ) رواه مالك وأحمد وهو حديث صحيح ، وقال : ( لأن يُطعن في رأس أحدكم بمِخْيَط من حديد خير له من أن يمسّ امرأة لا تحلّ له ) رواه الطبراني وهو حديث صحيح . قال النووي رحمه الله : وحيث حَرُم النظر حَرُم المسّ بطريق الأَوْلى ، لأنه أبلغ لذّة .
خامسا : العورات أنواع ودرجات فمنها العورة المغلّظة ( السوأتان : القُبُل والدُّبُر ) والعورة المخففة كفخذي الرّجل أمام الرّجل .
والصغير دون سبع سنين لا حكم لعورته ، والصغير المميِّز ـ من السابعة إلى العاشرة ـ عورته الفرجان ، والصغيرة المميِّزة عورتها من السرّة إلى الركبة ، ( وكلّ ذلك عند أَمْن الفتنة ) وعورة الميّت كعورة الحيّ ، والأحوط إلحاق الخنثى بالمرأة في العورة لاحتمال كونه امرأة .
سادسا : الضرورات تبيح المحظورات ، ولا خلاف بين العلماء في جواز نظر ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¨ إلى موضع المرض من المرأة عند الحاجة ضمن الضوابط الشرعية ، وكذلك القول في نظر ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¨ إلى عورة الرجل المريض ، فيباح له النظر إلى موضع العلّة بقدر الحاجة ، والمرأة الطبيبة في الحكم كالطبيب الرجل . وهذا الحكم مبني على ترجيح مصلحة حفظ النفس على مصلحة ستر العورة عند التعارض .
سابعا : " الضرورة تُقدَّر بقدرها " : فإذا جاز النظر والكشف واللمس وغيرها من دواعي العلاج لدفع الضرورة والحاجة القويّة فإنه لا يجوز بحال من الأحوال التعدّي وترك مراعاة الضوابط الشرعية ومن هذه الضوابط ما يلي :
1ـ يقدّم في علاج الرجال الرجال وفي علاج ط§ظ„ظ†ط³ط§ط، النساء وعند الكشف على المريضة تُقدّم الطبيبة المسلمة صاحبة الكفاية ثمّ الطبيبة الكافرة ثمّ ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¨ المسلم ثمّ ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¨ الكافر ، وكذلك إذا كانت تكفي الطبيبة العامة فلا يكشف ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¨ ولو كان مختصا ، وإذا احتيج إلى مختصة من ط§ظ„ظ†ط³ط§ط، فلم توجد جاز الكشف عند ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¨ المختص ، وإذا كانت المختصة لا تكفي للعلاج وكانت الحالة تستدعي تدخّل ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¨ الحاذق الماهر الخبير جاز ذلك ، وعند وجود طبيب مختص يتفوّق على الطبيبة في المهارة والخبرة فلا يُلجأ إليه إلا إذا كانت الحالة تستلزم هذا القدر الزائد من الخبرة والمهارة . وكذلك يُشترط في معالجة المرأة للرجل أن لايكون هناك رجل يستطيع أن يقوم بالمعالجة .
2ـ لا يجوز تجاوز الموضع اللازم للكشف فيقتصر على الموضع ط§ظ„ط°ظٹ تدعو الحاجة إلى النظر إليه فقط ، ويجتهد مع ذلك في غضّ بصره ما أمكن ، وعليه أن يشعر أنه يفعل شيئا هو في الأصل محرّم وأن يستغفر الله عما يمكن أن يكون حصل من التجاوز .
3ـ إذا كان وصف المرض كافيا فلا يجوز الكشف وإذا أمكن معاينة موضع المرض بالنظر فقط فلا يجوز اللمس وإذا كان يكفي اللمس بحائل فلا يجوز اللمس بغير حائل وهكذا .
4ـ يُشترط لمعالجة ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¨ المرأة أن لا يكون ذلك بخلوة فلا بدّ أن يكون مع المرأة زوجها أو محرمها أو امرأة أخرى من الثقات .
5ـ أن يكون ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¨ أمينا غير متهم في خلقه ودينه ويكفي في ذلك حمل الناس على ظاهرهم .
6ـ كلما غَلُظت العورة كان التشديد أكثر قال صاحب كفاية الأخيار : واعلم أن أصل الحاجة كان في النظر إلى الوجه واليدين ، وفي النظر إلى بقية الأعضاء يُعتبر تأكّد الحاجة ، وفي النظر إلى السوأتين يُعتبر مزيد تأكُّد الحاجة . ولذلك لا بدّ من التشديد البالغ في مثل حالات التوليد وختان الإناث اليافعات .
7ـ أن تكون الحاجة إلى العلاج ماسة كمرض أو وجع لا يُحتمل أو هُزال يُخشى منه ونحو ذلك أما إذا لم يكن مرض أو ضرورة فلا يجوز الكشف عن العورات كما في حالات التوهّم والأمور التحسينية .
8ـ كلّ ما تقدّم مُقيّد بأمن الفتنة وثوَران الشهوة من كلّ من طرفي عملية المعالجة .
وختاما فإنه لا بدّ من تقوى الله في هذه المسألة العظيمة التي احتاطت لها الشريعة وجعلت لها أحكاما واضحة وحازمة . وإن مما عمّت به البلوى في هذا الزمان التساهل في مسائل الكشف عن العورات في العيادات والمستشفيات وكأن ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¨ يجوز له كلّ شيىء ويحلّ عنده كلّ محظور . وكذلك ما وقع في البرامج التعليمية المأخوذة نسخة طبق الأصل مما هو موجود في بلاد الكفّار تشبها بهم من التساهل في عدد من حالات التعليم والتدريب والاختبار .
وواجب على المسلمين الاعتناء بتخريج ط§ظ„ظ†ط³ط§ط، من أهل الكفاية في التخصصات المختلفة للقيام بالواجب ، وحسن إعداد جداول المناوبات في المستوصفات والمستشفيات لئلا تقع نساء المسلمين في الحرج ، وأن لا تُهمل المريضة أو يتبرّم منها ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¨ إذا طلبت طبيبة لعلاجها .
والله المسؤول أن يفقهنا في الدين وأن يعيننا على القيام بأحكام الشريعة ورعاية حقوق المسلمين .
وهو الموفق والهادي إلى سواء السبيل
______________
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*************************
السؤال
ما هو تعريف الضرورة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فالضرورة في اللغة :اسم من الاضطرار،والاضطرار: الاحتياج الشديد،تقول:حملتني الضرورة على كذا وكذا، وقد اضطر فلان إلى كذا، وعرفها الجرجاني في التعريفات بقوله:^هي النازل مما لا مدفع له.^^ وعرفها الفقهاء بأنها بلوغ الإنسان حداً إن لم يتناول الممنوع هلك أو قارب، كالمضطر للأكل أو اللبس، بحيث لو بقي جائعا أو عريانا لمات، أو تلف منه عضو، وهذا يبيح تناول المحرم. وليعلم أن كثيرا من الناس قد حصل منهم التساهل فوقعوا في المحرمات، بحجة أنهم مضطرون إلى ذلك، كالمريضة تتساهل في الذهاب إلى طبيب رجل مع وجود من يقوم بتطبيبها من النساء، أو رجل يريد بناء بيت فيطمع في اتساعه دون حاجة إليه ، فيقترض بالربا معتبرا ذلك ضرورة ، كما أننا ننبه إلى أن قاعدة (الضرورات تبيح المحظورات) مقيدة بقاعدة أخرى وهي (الضرورة تقدر بقدرها)، والأصل في ذلك قوله تعالى(فمن اضطر غير باغٍ ولا عادٍ فلا إثم عليه) فمن زاد على قدر الضرورة فقد بغى واعتدى وأثم ،وللفائدة راجع الجواب رقم: 23533 والله أعلم.
_________________
المفتـــي : مركز الفتوى بالشبكة الاسلامية
منقول من منتدي اخوات اسلام واي[/overline]