التصنيفات
اسلاميات

فيما ينبغي سلوكه في معاشرة المؤمنين اسلاميات

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فيما ظٹظ†ط¨ط؛ظٹ ط³ظ„ظˆظƒظ‡ في ظ…ط¹ط§ط´ط±ط© ط§ظ„ظ…ط¤ظ…ظ†ظٹظ† :

أصل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم " أكمل ط§ظ„ظ…ط¤ظ…ظ†ظٹظ† إيمانا أحسنهم

خلقا " (1) وقوله صلى الله عليه وسلم " لا يؤمن أحدكم ،

حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " (2)

واعلـم أن الناس فــي ظ…ط¹ط§ط´ط±ط© بعضــهم لبعــض ، درجات فــي الخير

والشر، لا تنضبط . وأغلب المعاشرات قليلة الجدوى، عديمة الفائدة،

بل كثير منها مؤد إلى الخسران والأضرار الدينية والدنيوية .

ونذكر فـي هذا الموضع أعلى الأقسام وأنفعها ، وأبقاها ثمرة . فإن

أدركها المؤمن بتوفيق الله ، وجده واجتهاده ؛ فقــد أدرك كل خير .

وإن لم تقو نفسه على بلوغها ، فليجاهدها ، ولو علــى بعضها ،

وهي يسيرة على من يسرها الله عليه .

فأصل ذلك : أن تعقد عزما جازما ، وعقيدة صادقة، على محبة جميع

المؤمنين ، والتقرب إلــى الله في هذه المحبة ، وتجتهد على تحقيقها

علـى وجه العموم، وعلى وجه الخصوص، وعلى قلع كل ما يضادها

أو ينقضها ، فتعتقد أن تحقق القلب بمحبة ط§ظ„ظ…ط¤ظ…ظ†ظٹظ† عبادة مــن أجل

العبادات، وأفضل الطاعات؛ فتتخذ جميع ط§ظ„ظ…ط¤ظ…ظ†ظٹظ† إخوانا ، تحب لهم

مـا تحب لنفسك من الخير ، وتكره لهم ما تكرهه لنفسك من الشر ،

وتعقد قلبك في تحقيق هذا الأمر الجليل، والاتصاف به ، والاحتراز

من ضده ، من الغل والحقد والحسد والبغض لأحد منهم .

ومتى رأيت من قلبك شيئا من ذلك ، فبادر بقلعه ، وسل الله ألا يجعل

في قلبك غلا على أحد من ط§ظ„ظ…ط¤ظ…ظ†ظٹظ† ، خاصتهم وعامتهم ، وميز من

له في الإيمان مقام جليل ، كعلماء المسلمين وعبادهم بزيادة محبة

بحسب مقاماتهم ، لتكون موافقا لله في محبته .

وتعاهد ذلك بالتحبب إلى ط§ظ„ظ…ط¤ظ…ظ†ظٹظ† ، بطلاقة الوجه وحسن الخلق ،

والمعاملة الجميلة ، فإنها في نفسها عبادة ، وهي جالبة لتحقق

القلوب بينك وبين ط§ظ„ظ…ط¤ظ…ظ†ظٹظ† بالمودة والرحمة .

ووطن نفسك على ما ينالك من الناس من أذى قولي، أو أذى فعلي ،

أو معاملة منهم بضد ما عاملتهم به من الإحسان ، فـــإن توطين

النفس على ذلك يسهل عليك الأمر، وتتلقى أذاهم بضده .

وليكن التقرب إلى الله عند ذلك على بالك ، فإن التقرب إلى الله هو

الذي يهون عليك هذا الأمر الذي هو شديد على النفس .

واعلم أن هذا الوصف من أوصاف الكمَّل من أولياء الله وأصفيائه ،

فبادر للاتصاف به ، فمن أبغضك ، وعاداك، وهجرك ، فعامله بضد

ذلك لتكسب الثواب ، وتكتسب هذا الخلق الفاضل ، وتتعجل راحة

قلبك، وتخفف عن نفسك همَّ المعاداة ، وربما انقلب العدو

صديقا ، والمبغض محبًّا ، كما هو الواقع .

واعف عما صدر منهم لله، فإن من عفا عن عباد الله عفا الله عنه ،

ومن سامحهم سامحه الله ، ومن تفضل عليهم تفضل الله عليه ،

والجزاء من جنس العمل .

وليصنبغ قلبك كل وقت بالإنابة إلى الله، ومحبة الخير لعباد الله، فإن

مــن كـــان كذلك فقد تأصلت في قلبه أصول الخير التي تؤتي أكلها

وثمراتها كل حين بإذن ربها . وبهذا يكون العبد أوَّابًا { فَإِنَّهُ كَانَ

لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً } الإسراء : 25

وإذا اجتمعت مع الناس ، فخالقهم على حسب درجاتهم : الصغير ،

والكبير ، والشريف ، والوضيع ، والعالم ، والجاهل .

كل أحد تكلم معه بالكلام الذي يناسبه، ويليق بحاله، ويدخل السرور

عليـه ، وبالكلام الذي له به ميدان ، معلما للجاهل ، متعلما ممن هو

أعرف منك ، متشاورا مع نظيرك فيمــا هـو الأحسن والأصلح مـــن

الأمور الدينية والدنيوية، آخذا لخواطرهم، موافقا لهم على مطالبهم

التـــي لا محذور فيها ، حريصا على تأنيسهم وإدخال السرور بكل

طريق ، مضمنا كلامك لكل أحد ما يناسبه من النصائح التي تنفع

الدين والدنيا ، ومن الآداب الجميلة .

وحثهم علــى قيام كــل منهم بما هو بصدده مــن الحقوق التــي لله ،

والتي للخلق، موضحا لهم الطرق المسهلة لفعل الخير ، والأسباب

الصارفة عن الشر .

واقنع بالقليل إذا عجزت عن الكثير .

واعلم أن قبولهم وانقيادهم مع الرفق والسهولة ، أبلغ بكثير من

سلوك طريق الشدة والعنف ، إلا حيث تلجئ الضرورة إلى ذلك .

فللضرورة أحكام .

كتاب الرياض الناضرة والحدائق النيرة الزاهرة فـي العقائد والفنون

المتنوعة الفاخرة ( ص 190 ) للشيخ عبدالرحمن السعدي

(1) رواه أبو داود في سننه (ك السنة ، ب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه ،

ص1567 / ح 4682) من حديث أبي هريرة ، وقال الألباني : حسن صحيح .

(2) أخرجه البخاري في صحيحه ( ك الإيمان ، ب من الإيمان أن يحب

لأخيه ما يحب لنفسه ، ص 26 / ح 13 ) من حديث أنس رضي الله عنه .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.