انا الان أخاطب من هن عايشن هذا الشعور … من هن يعرفن وجربن ويعشن في بلد غير بلدهن ،
كنت اعتقد ان الغربة مجرد تغيير بقعة من الارض ببقعة اخرى خاصة وان كانت هاتين البقعتين لا تختلف كثيرا يتحدث أناسها نفس اللغة العربية ويعتنقن نفس الدين ويؤمنون باله واحد واقصد هنا لغة عربية ودين الاسلام والله ربي وربكم ورب الناس اجمعين …
امضيت مدة العامين فقط في بلد اخر غير بلدي الذي لم تكن تختلف فيه نشاطاتي كثيرا عن نشاطاتي هنا
وبدأت في الشهور الست الاخيرة اشعر بالفشل واحيانا كثيرة بالقلق على حياتي الزوجية فقد اصبحت مزاجيتي السيئة بسبب الضغوط النفسية التي أتعرض اليها كلما شعرت بالنقص .. بالوحدة … بعدم قدرتي على الاندماج بشكل ملحوظ …
وأعود دائماً للاستعانة بالله والدعاء بان يلهمني الصبر والقدرة على الصمود …
هل تشعرن كما اشعر ؟
هل تتعاملن بحساسية مفرطة احيانا مع بعض الامور البسيطة التي كنتن تتعاملن معها من قبل بحكمة وهدوء؟
هل اصبحت تقاليد اجتماعية. وتركيبات نفسية مختلفة اكثر تأثيرا على المغترب من كونه يتحدث نفس اللغة ويعتنق نفس الدين؟
أليس كافيا كونه مسلم عربي ؟
لمدة عامين وانا قابعة مكاني أمارس كل الامور البسيطة من كنس ومسح وطبخ ومعايشة الحياة الزوجية كأي ربة بيت … لم اهمل نفسي وأمارس هواياتي كالرياضة والكتابة والمشي …
احب الحياة واحب زوجي واحب الحديث معه واعتقدت ان هذا كافيا جداً ففيه زوج وصديق واحيانا كثيرا فيه الطفل الذي لم أرزق به بعد ….
لكن وكما ذكرت من قبل أعاني في الست شهور الاخيرة من الإحساس بالغربة والذي لاول مرة اعرفه جيدا
بث احتاج الرفقة للحديث مع النساء من بني جنسي … للشكوى … للمشاورة … الضحك … للمساندة … للنميمة مثلا ً …
ولم استطع التاقلم ووجدت ان الامر صعب جداً … كيف اذهب الى إحداهن في سوق او النادي الرياضي واطلب منها مصادقتي بشكل مباشر ، يجب ان اكون اجتماعية ولاحل ذلك يجب ان انذمج في المجتمع الذي انا به …
ولم استطع !
لم اعتقد ان الامر سيكون صعبا بهذه الطريقة أبدا … واعلم جيدا ان المشكلة مني وليست من احد فلربما فقدت كيفية الاندماج مع الغير بسهولة دون ان اكون مباشرة كما انا عليه …
شاركوني تجاربكن واسمحن لي ان اشارككن بهذه السطور بعض مما اشعر به وان لم يكن مرتبا فهو من القلب والحق!
*
التصنيفات