هنا تأتي مسألة أثارها شيخ الإسلام بن تيمية رحمة الله تعالى عليه لما سُئل الفرق ما بين هذه الأيام ط§ظ„ط¹ط´ط± التي نحن بصدد الحديث عنها وعشر ط±ظ…ط¶ط§ظ† ؟
قال – رحمة الله – : إن أيام ط§ظ„ط¹ط´ط± ذي ط§ظ„طط¬ط© أفضل نهارُها ، لأن اليوم يُطلق أحياناً على اليوم والليلة ، فقال : نهارها أفضل ، وقال ليل ط§ظ„ط¹ط´ط± الأواخر من ط±ظ…ط¶ط§ظ† أفضل -باعتبار ليلة القدر- ، وأعتقد أن هذا القول على إجماله صحيح ، لكن يحتاج إلى نوعٍ من التصويب ، بمعنى أن ليست جميع ليالي شهر ط±ظ…ط¶ط§ظ† أفضل من عشر ذي ط§ظ„طط¬ط© . ليست جميعها ، إلا الليلة التي فيها ليلة القدر ، ومعلوم أن ليلة القدر ليلة واحدة ، فمثلاً لو كانت تلك العام -يعني على القول بالتنقل- ليلة إحدى وعشرين فلا يمكن أن نقول بعد ذلك إن بقية ليالي الشهر أفضل من عشر ذي ط§ظ„طط¬ط© ، وقد جاء النص الصريح " ما من أيام العمل الصالح فيهن " وبالاتفاق أن قول النبي صلى الله عليه وسلم : " ما من أيام " يدخل فيه اليوم والليلة .
طبعاً هذه الأيام تتفاوت ،يعني من مزايا الشرع بأن لكل امرئ بحسبه ، بمعنى أن الأيام هذه مطايا للعمل الصالح ، والناس يتفاوتون في العمل الصالح ، فنحن من دلائل سماحة شرعنا أنه لا يُخاطب فئة بعينه ، بمعنى قد يجد إنسان عنده صبر عن الطعام والشراب ، فالصيام في حقه يسير ، وقد يوجد أخرى لا يستطيع فلما قال صلى الله عليه وسلم : " العمل الصالح " فتح الأبواب للجميع .
فمن لم يقدر على الصيام قدُر على الذكر .
من لم يقدر على الذكر قدُر على الإطعام ( يعني الصدقات ) .
ومن لم يقدُر على الصدقات قدُر على الصلاة في الليل .
ومن لم يقدر على هذا وهذا قدُر على بر الوالدين .
فكل عملً صالح أجتمع فيه أمران : الموافقة للشرع و الإخلاص في النية يسمى عمل صالح .
هذا كله إذا قُدّر أن يفعله المرء في هذه ط§ظ„ط¹ط´ط± العظام، كان الأجر أعظم.
ومعلوم أن العبادة تفضُل أحياناً بزمانها، و تفضُل أحياناً بمكانها، وتفضُل أحياناً بفاعلها، وتعظُم أيما إعظام بنية صاحبها، فمثلاً الأنبياء – أو بطريق أوضح- نساء النبي صلى الله عليه وسلم جاء التهديد لهن ** يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ } ) لأن مكانتها ليست كمكانة غيرها ** لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ } ) ، وفي نفس الوقت البر منهن والعمل الصالح منهن ليس كغيرهن ، وكذلك جاء في أهل الكتاب **يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ } ) في سورة القصص ، لأنهم آمنوا بمن قبل وآمنوا بنبينا صلى الله عليه وسلم فهذا فضل العمل بصاحبه . وقد يفضلُ زماناً كحالنا الذي نتكلم فيه وهي ط§ظ„ط¹ط´ط± من ذي ط§ظ„طط¬ط© ، وقد يفضل مكاناً كالعبادة في إحدى المكتين مكة أو المدينة أو الصلاة في الروضة أو ما نص الشرع على أن العمل فيه ذا صبغةٍ وفضلاٍ وأجر كبير .
يتسأل البعض الآن مسألة الدخول ، دخول الشهر ربما تأخر ويحصل فيها مشكلة وبعض الناس يتسأل من أراد أن يُضحي يمسك عن شعره وظفره ، متى يبدأ الإمساك ؟
يبدأ الإمساك إذا تحقق دخول الشهر ، وهو لا يتحقق إلا بإحدى حالين ، إما بتمام شهر ذي القعدة ، وإما برؤية الهلال ، والأصلُ تمام الشهر ، فإذا تم الشهر – إلا إذا ورد خبرٌ من الجهات المسئولية المعنية بهذا الأمر وأعلنت عن هذا – بعد ذلك يبدأ الإنسان بالإمساك ، فلا يمسك حتى يكمل العدة أو يتبين .
