التصنيفات
الأسرة

العوض بـ"غيداء"!!

[align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ط§ظ„ط¹ظˆط¶ بـ"غيداء"!!

أمل بنت سلمان

أمي.. أناديكِ وأصرخ بأعلى صوتي وأنتِ بجانبي!! أعبثاً فعلت هذا؟ لا، بل هو ـ والله ـ ألم.. أمي.. أين أنت؟ أبحث عنكِ

وأنتِ بجانبي!! أجنون هذا؟! لا بل حزن دفين.. أمي..

أعرف أنكِ تحملتِ الصعاب من أجلي، مرت بكِ أحداث أليمة وذكريات دفينة، أقدر لكِ معاناتك.. لكن يا أمي، لا تنسي

بنيةً أنتِ السبب ـ بعد الله ـ في وجودها على هذه الأرض.. أمي.. لي أمان جسيمة وأحلام عظيمة.. أتمنى أن أرتمي

في حضنكِ يوماً من الأيام.. أن أضمكِ، أشمكِ.. أن أحس بحنانكِ.. بحبكِ.. نعم أتمنى أن أتذوق حبكِ!! لا تسألي

كيف؟ فأنا لا أعرف!! أمي.. يؤلمني حالي وحالك.. إن جئت أعتب عليكِ فليس لكِ ذنب؛ فأنت لم تشعري بطعم

الأمومة؛ لأنك فقدت أمك منذ عامك الأول!! لكني فقدت قلبكِ منذ بلوغي.. أمي وأمي.. إني أستمتع بهذه الكلمة

جداً والله؛ لأنها تعني الكثير الكثير مما هو في أحلامي لم يتحقق..!! أمي.. لا أعرف سبباً لتفريقكِ الشديد بيني وبين

أخي؟! أتشعرين بالضعف فيّ وترين فيه القوة؟! أتحبينه أكثر؟! أنَادِمَةُ على ولادتي وليس ذلك بيدكِ؟! عجزتُ عن

تفسير ذلك.. لكنه يؤلمني والله.. أمي.. أنا أحب الحب بجنون!! أعشقه!! لكن كيف ألعب به وإياكِ كالكرة بيننا؟! كيف يا

أمي وأنت هكذا؟! أمي.. إني فقدت حنانكِ فلن أجده عند أحد غيركِ مهما حاولت!!

أبوح لكِ بسر ـ يا أماه ـ لا تعرفينه؛ لأنني أخفيه عنك.. أحببت أن أفرغ عواطفي وأعوض ما قصرت معي فيه فاتخذت

دمية أحاكيها!! أمي.. جعلت بين نصب عيني أن أعوض بنيتي عما افتقدته!! أتدرين يا أمي أني أقبلها في اليوم ما لا

يقل عن عشر قُبل؟! أضمها كي تنام معي!! أردد على مسمعها: أحبكِ بنيتي.. هي أحلامي أبثها على الواقع.. لِمَ يا

أمي تتركيني ألجأ لذلك؟! أماه.. أنا أنتظر ذلك اليوم الذي أضم فيه بنيتي "غيداء" وأشبعها حناني قبل الغداء.. أشبعها

حباً.. أقبلها وأطيل بذلك.. أمي.. أرى الفتيات يتمتعن بأمهاتهن وبرهن.. أتمنى ذلك لكن كيف؟! أرى الأم تغمر ابنتها

وتغدق عليها حباً وحناناً فأنكسر.. لو كنتُ ـ يا أمي ـ ابنةً لأم غيركِ لجعلتني أرفرف في السماء؛ لأنني ـ ولله الحمد ـ لا

ينقصني شيء من حيث المهارة والأدب والأخلاق والجمال.

كم سمعت عن كِبر قلب الأم! وكم نردد الأناشيد "أمي لها قلب كبير"!! كانت طفولتي تدفعني للتساؤل: هل لأنها

كبيرة يصبح قلبها كبيراً؟! ولماذا أبي لا يكون كذلك؟! نعم كنت ـ ببراءتي ـ أتمنى أن أرى قلبكِ وكم سيكون حجمه؟!

لكني لم أفهم معنى ذلك إلا عندما كبرت.. علمت كيف يكون كبيراً يحتويني ويحنو علي ويتسع لقلبي الصغير.. آه يا

أماه.. كلما أتذكر الأمومة أتألم بشدة.. هذه كلمات خرجت من سويداء قلبي مع أنني تصارعت معها حتى لا تخرج، إلا

أنها غلبتني وخرجت.. اقرئيها يا أمي جيداً وأقرئيها ثانية.. وثالثة.. وأقرئيها أنت ـ أيتها الأم ـ التي لم تكتب لكِ بنيتكِ

لكن.. اعلمي: قد يكون ما لدى ابنتكِ أعظم مما قلته فأكتفي بذلك..

فمتى أضمكِ يا غيداء؟![/align]


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.