التصنيفات
اسلاميات

يوم عاشوراء اسلاميات

يوم ط¹ط§ط´ظˆط±ط§ط،

——————————————————————————–

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين …. وبعد

فهذه فوائد متعلقة بأحكام يوم ط¹ط§ط´ظˆط±ط§ط، جمعتها لنفسي ولمن يراها من إخواني ملخصة من كلام أهل العلم ليكون في ذلك ذكرى لنا جميعا بالهدي النبوي الصحيح المتعلق بأحكام هذا اليوم العظيم ونحذر من كل ما أحدث فيه من البدع فإن كل بدعة ضلالة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وخير الهدي هديه صلى الله عليه وسلم .

معنى ط¹ط§ط´ظˆط±ط§ط،

عاشوراء كلمة معدولة عن عاشرة للمبالغة والتعظيم، إذ هو في الأصل صفة لليلة العاشرة. فإذا قيل يوم ط¹ط§ط´ظˆط±ط§ط، فالمعنى يوم الليلة العاشرة، ثم غلبت عليه الاسمية فصار هذا اللفظ علما على اليوم العاشر.

تعيين هذا اليوم

عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر المحرم، وهذا هو قول جمهور أهل العلم. وجاء عن ابن عباس رضي الله عنه ما يدل على أن يوم ط¹ط§ط´ظˆط±ط§ط، هو اليوم التاسع، فقد أخرج مسلم في صحيحه عن الحكم بن الأعرج أنه قال: انتهيت الى ابن عباس رضي الله عنه وهو متوسد رداءه في زمزم فقلت له أخبرني عن صوم عاشوراء؟ فقال: ( إذا رأيت هلال المحرم فاعدد وأصبح يوم التاسع صائما ) فقلت هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه قال: نعم.

والصحيح ما قاله الجمهور، وهو أن يوم ط¹ط§ط´ظˆط±ط§ط، هو اليوم العاشر وهو ظاهر الأحاديث ومقتضى إطلاق اللفظ وهو المعروف عند أهل اللغة بل قد جاء عن ابن عباس رضي الله عنه ما يدل على ذلك ففي صحيح مسلم عنه أنه قال: حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم ط¹ط§ط´ظˆط±ط§ط، وأمر بصيامه قالوا: يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع ). فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم . ففي هذا الحديث تصريح بأن الذي كان يصومه صلى الله عليه وسلم ليس هو التاسع فتعين كونه العاشر.

بيان أن صومه كان واجبا ثم نسخ

دلت الأحاديث الصحيحة على أن صيام يوم ط¹ط§ط´ظˆط±ط§ط، كان واجبا في أول الأمر ثم نسخ وجوبه وبقي استحبابه ومن تلك الأحاديث ما يلي:

1. عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان يوم ط¹ط§ط´ظˆط±ط§ط، تصومه قريش في الجاهلية وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه فلما قدم المدينة صامه وأمر الناس بصيامه، فلما فرض رمضان ترك يوم ط¹ط§ط´ظˆط±ط§ط، فمن شاء صامه ومن شاء تركه). متفق عليه.

2. عن ابن عمر رضي الله عنه قال: (صام النبي صلى الله عليه وسلم يوم ط¹ط§ط´ظˆط±ط§ط، وأمر الناس بصيامه فلما فرض رمضان ترك). متفق عليه.

3. عن عبد الرحمن بن يزيد قال: دخل الأشعث بن قيس على عبدالله ـ يعني ابن مسعود رضي الله عنه ـ وهو يتغدى فقال: يا يا أبا محمد ادن الى الغداء فقال: أوليس اليوم يوم عاشوراء؟ فقال: وهل تدري ما يوم عاشوراء؟ قال: وما هو؟ قال: (إنما هو يوم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه قبل أن ينزل شهر رمضان فلما نزل شهر رمضان ترك). متفق عليه.

4. عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: (أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من أسلم أن أذن في الناس أن من أكل فليصم بقية يومه ومن لم يكن أكل فليصم فإن اليوم يوم عاشوراء). متفق عليه.

5. عن الربيع بنت معوذ رضي الله عنها قالت: (أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة ط¹ط§ط´ظˆط±ط§ط، إلى قرى الأنصار التي حول المدينة من كان اصبح صائما فليتم صومه ومن كان أصبح مفطرا فليتم بقية يومه). قالت: فكنا بعد ذلك نصومه ونصوِّم صبياننا ونذهب بهم إلى المسجد فنجعل لهم اللعبة من العهن فإذا بكى احدهم على الطعام أعطيناها إياه تلهيهم حتى يتموا صومهم. متفق عليه.

6. عن محمد بن صيفي رضي الله عنه قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يوم ط¹ط§ط´ظˆط±ط§ط، منكم أحد طعم اليوم؟) قلنا منا من طعم ومن من لم يطعم. فقال صلى الله عليه وسلم : (فأتموا بقية يومكم من كان طعم ومن لم يطعم، فأرسلوا على اهل العروض ـ يعني من حول المدينة ـ فليتموا بقية يومهم). رواه النسائي وابن ماجه.

7. وعن عبدالله بن بدر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم يوما: (هذا يوم ط¹ط§ط´ظˆط±ط§ط، فصوموا). فقال رجل من بني عمرو بن عوف: يا رسول الله إني تركت قومي منهم صائم ومنهم مفطر. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (اذهب إليهم فمن كان منهم مفطرا فليتم صومه). رواه أحمد.

فدلت هذه الأحاديث على أن صوم ط¹ط§ط´ظˆط±ط§ط، كان واجبا لما يلي:

1. لثبوت الأمر بصومه.
2. ثم تأكد الأمر بذلك.
3. ثم زيادة التأكيد بالنداء العام.
4. ثم زيادته بأمر من أكل بالإمساك.
5. ثم إن قول ابن مسعود صلى الله عليه وسلم المتقدم ( لما فرض رمضان ترك ط¹ط§ط´ظˆط±ط§ط، ) يدل على أن المتروك هو وجوبه لأن استحبابه باق كما سيأتي.

وقال بعض العلماء ـ وعزاه الحافظ إلى الجمهور ـ: إنه لم يجب قط صوم قبل صوم رمضان.

وحملوا الأمر المتقدم في الأحاديث على الندب والاستحباب وأن الذي ترك هو تأكيد استحبابه لا وجوبه والباقي هو استحبابه فقط. واستدلوا على ذلك بحديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما المتفق عليه أنه قال يوم ط¹ط§ط´ظˆط±ط§ط، عام حج على المنبر: يا اهل المدينة؟ أين علماؤكم؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (هذا يوم ط¹ط§ط´ظˆط±ط§ط، ولم يكتب الله عليكم صيامه وأنا صائم فمن شاء فليصم ومن شاء فليفطر).

والصحيح الأول, وأما هذا الحديث فيحمل على أن تخييره إنما كان لسقوط وجوب صيامه ولما سقط وجوبه صام على وجه الفضل، ويكون المعنى لم يكتب الله عليكم صيامه على الدوام كصيام رمضان، أو يكون المعنى أنه لم يدخل في قوله تعالى (( كتب عليكم الصيام ….. )) الآية. والمفسر بأنه شهر رمضان. ولا يناقض هذا الأمر السابق بصيامه الذي كان منسوخا. ويؤيد ذلك أن معاوية رضي الله عنه إنما صحب النبي صلى الله عليه وسلم من سنة الفتح والذين شهدوا أمره بصيام ط¹ط§ط´ظˆط±ط§ط، والنداء بذلك شهوده في السنة الأولى أوائل العام الثاني.

بيان تعيين الوقت الذي وقع فيه الأمر بصيام ط¹ط§ط´ظˆط±ط§ط،

في حديث عائشة رضي الله عنها المتقدم بيان تعيين الوقت الذي وقع فيه الأمر بصيام يوم ط¹ط§ط´ظˆط±ط§ط، وأنه كان أول قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ولا شك أن قدومه كان في ربيع الأول فحينئذٍ كان الأمر بذلك في أول السنة الثانية.

وفي السنة الثانية فرض صيام رمضان فعلى هذا لم يقع الأمر بصيام ط¹ط§ط´ظˆط±ط§ط، إلا في سنة واحدة هي السنة الثانية كما هو ظاهر ثم فوض الأمر في صومه إلى رأي المتطوع. ثم تأكد استحبابه والحث عليه بما سيأتي ذكره إن شاء الله تعالى.

الأحاديث الواردة في تأكيد استحباب صومه

1- عن ابن عباس رضي الله عنه قال: (ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم، يوم ط¹ط§ط´ظˆط±ط§ط، وهذا الشهر يعني شهر رمضان). متفق عليه
2- وعن أبي قتادة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (صيام يوم ط¹ط§ط´ظˆط±ط§ط، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله). رواه مسلم
3- وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: كان يوم ط¹ط§ط´ظˆط±ط§ط، تعده اليهود عيدا ـ وفي رواية: يعظمون ط¹ط§ط´ظˆط±ط§ط، ويصومونه ـ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( فصوموه أنتم). ـ وفي رواية: قال: (نحن احق بصومه فأمر بصيامه). متفق عليه.

الحث على مخالفة اليهود في صيامه

يستحب لمن صام ط¹ط§ط´ظˆط±ط§ط، أن يصوم معه اليوم التاسع لأن هذا هو آخر أمر النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أخبر بتعظيم اليهود والنصارى ليوم ط¹ط§ط´ظˆط±ط§ط، أراد مخالفتهم فقال صلى الله عليه وسلم : (( لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع )) يعني مع العاشر كما جاء مفسرا في بعض روايات الحديث. ولذا ذهب جماعة من أهل العلم إلى كراهية إفراد العاشر بالصوم لهذا المعنى وهو إختيار العلامة ابن باز رحمه الله تعالى. فإن فاته التاسع فصيام العاشر والحادي عشر فلا بأس لحصول المخالفة بذلك أيضا. وقد روي في ذلك حديث في مسند الإمام أحمد عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( صوموا يوم ط¹ط§ط´ظˆط±ط§ط، وخالفوا فيه اليهود صوموا قبله يوما أوبعده يوما )) لكن إسناده ضعيف. وراه بعضهم بلفظ (( … صوموا قبله يوما وبعده يوما )) ولا يصح أيضا والله أعلم.

في تحري هلال محرم

قال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى: لا يلزم الدعوة إلى تحري الهلال لأن المؤمن لوأخطأه فصام بعده يوما وقبله يوما لا يضره ذلك وهو على أجر عظيم ولهذا لا يجب الاعتناء بدخول الشهر من أجل ذلك لأنه نافلة فقط وقال رحمه الله: في جواب لمن سأله عن الاعتماد في ذلك على التقويم ما نصه:

عليك الاعتماد على الرؤية وعند عدم ثبوت الرؤية تعمل بالاحتياط وذلك بإكمال ذي الحجة ثلاثين يوما ا.هـ

من أخطأ في صيام ط¹ط§ط´ظˆط±ط§ط،

قال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى فيمن صام التاسع والعاشر ثم تبين أنه صام الثامن والتاسع:

ليس عليه قضاء وله الأجر كاملا إن شاء الله على حسب نيته.

الترغيب في الصيام في شهر المحرم

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل). رواه مسلم. فدل الحديث على إستحباب الصيام في شهر الله المحرم. وآكده صيام تاسوعاء وعاشوراء كما تقدم. وروي في سنن أبي داود حديث ضعيف ولا يصح في الباب شيء.
والله أعلم.

البدع المحدثة في يوم ط¹ط§ط´ظˆط±ط§ط،

يحدث في هذا اليوم بدعتان:
أولاهما: بدعة إتخاذ هذا اليوم مأتما وحصول الندب والنياحة والبكاء وشق الجيوب وغير ذلك من المنكرات.

الثانية: بدعة إتخاذ هذا اليوم لإظهار السرور بالاكتحال والاغتسال والاختضاب والمصافحة وطبخ الطعام توسعة على العيال ونحو ذلك مما يفعل في الأعياد.

ومنشأ هاتين البدعتين كما ذكر ذلك العلماء أن هذا اليوم كان فيه مقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما فقد قتل مظلوما شهيدا فأوجب ذلك شرا بين الناس، فصارت طائفة جاهلة ظالمة تظهر موالاته وموالاة آل البيت رضي الله عنهم تتخذ يوم ط¹ط§ط´ظˆط±ط§ط، يوم مأتم وحزن ونياحة وتظره فيه شعار الجاهلية من لطم الخدود وشق الجيوب والتعزي بعزاء الجاهلية وإنشاد قصائد الحزن ورواية الأخبار التي فيها كذب كثير والتوصل بذلك إلى سب السابقين الأولين وإثارة الفتن بين الناس.

وعارض هؤلاء قوم جهلة فقابلوا الفاسد بالفاسد والبدعة بالبدعة فوضعوا الآثار في شعائر الفرح والسرور يوم ط¹ط§ط´ظˆط±ط§ط، كالاكتحال والاختضاب وتوسيع النفقات على العيال ونحو ذلك مما يفعل بالأعياد.

فصار هؤلاء يتخذونه موسما كمواسم الأعياد والأفراح وأولئك يتخذونه مأتما يقيمون فيه الأحزان والأفراح وكلا الطائفتين مخطئة خارجة عن السنة وكل ذلك يعتبر من البدع المحدثة المنكرة التي لم يسنها الرسول صلى الله عليه وسلم ولا خلفاؤه الراشدون ولا استحبها أحد من أئمة الإسلام المعتبرين. وما روي في ذلك من الأخبار فإنه لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه ولا يعرف شيء من هذه الأحاديث في عهد القرون المفضلة. وإنما السنة في ذلك هو ما تقدم ذكره من استحباب صيامه مع يوم قبله مخالفة لأهل الكتاب. واله أعلم.

وينظر للاستزادة فتاوى شيخ الإسلام رحمه الله تعالى ( 25/299ـ 318 )

أهم مراجع البحث:

فتح الباري لابن حجر العسقلاني.
شرح مسلم، والمجموع شرح المهذب كلاهما للنووي.
التمهيد لابن عبدالبر.
فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية.
فتاوى الشيخ ابن باز.

الكاتب : أبو حمزة غازي بن سالم

أرجو التثبيت مع الشكر.


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.