الاجابة بكل بساطة لأن هناك بعض السعوديين يتصرفون اثناء وجودهم في ط§ظ„ط®ط§ط±ط¬ بطيبة زائدة عن اللزوم مما يغري الآخرين بهم.. وهذه الطيبة تصل من البعض احياناً الى درجة السذاجة وعدم المبالاة وهو أمر غير محمود بالطبع.. ويجعل الآخرين يطمعون بك.. ويعتقدون انك تملك الكثير من المال الذي يجعل لعابهم يسيل.. وربما ادى ذلك الى تعريض هؤلاء الاشخاص لأخطار لا يعلم بها إلا الله نتيجة هذه السذاجة.. والتصرفات غير المسؤولة التي يفترض ان لا تأتي منهم.. وان يكون على درجة عالية من الحذر.. والحيطة.. وعدم التظاهر بالغنى الكاذب.. بينما هم في الواقع عكس ذلك؟!
وهذه بعض الحكايات والنماذج التي رصدتها "الرياض" من أفواه الناس للتدليل على أن بعض تصرفاتنا في ط§ظ„ط®ط§ط±ط¬ أقرب للسذاجة وعدم المبالاة التي لا مبرر لها اطلاقاً.
سرقة مجوهرات الزوجة
سافرت الاسرة المكونة من الزوج والزوجة والابناء الى احدى الدول العربية لقضاء جزء من اجازة الصيف في ذلك البلد العربي الذي يتميز باعتدال مناخه.. وطيب نسماته العليلة.
وصلت الاسرة الى ذلك البلد.. واختاروا "فيلا" لسكنهم في منطقة جبلية مرتفعة تبعد عن عاصمة ذلك البلد عدة كيلومترات وتتميز تلك المنطقة الجبلية بأجوائها ومناخها العليل.. وبعد ان أخذوا قسطاً من الراحة بعد عناء السفر.. بدأوا يستعدون نزهة بين احضان الطبيعة في ذلك البلد.. واذا بالزوج يفاجأ بأن زوجته قد اغرقت نفسها بكل ما تملكه من مصوغاتها الذهبية والمجوهرات والتي لفتت لها نظر كل من حولها.. وخاصة بنات حواء في ذلك البلد؟!
الزوج أبدى استغرابه ان تأتي زوجته بكل ما في صندوق مجوهراتها وكأنها ذاهبة الى حفل استعراضي.. وليس رحلة سياحية.. وطلب منها أن تخفي هذه السلاسل و(البناجر) والخواتم بعيداً عن عيون الفضوليين.. فأمتثلت لطلبه.. ولكن عيون اللصوص كانت ترصدها بدقة.. إذ اكتشفت الزوجة بعد عودة الاسرة من احدى النزهات ان جميع مجوهراتها التي جاءت بها قد سرقت.. وضاعت بقية أيام الرحلة بين مراجعة اقسام الشرطة والمحققين.. ولكن دون جدوى.. وعادت الاسرة الى الوطن بخفي حنين.. وفقدت الزوجة كل ما جمعته من مصوغات ذهبية ومجوهرات؟!
والواقع ان هناك عدداً كبيراً من السيدات يحملن معهن مجوهراتهن اثناء السفر للخارج وهو أمر قد يعرضهن للاعتداء.. كما تخطئ الامهات عندما يتركن على اطفالهن الصغيرات حليهن اثناء السفر للخارج.. لأن بعض الاطفال في غفلة من الآباء والامهات يستدرج من قبل بعض اللصوص.. لأخذ ما في أيديهم ورقابهم من حلي.. ويأتي هذا في بعض الاحيان بوحشية وعنف مما يصيب هؤلاء الاطفال بعقد نفسية تظل تلازمهم طوال حياتهم؟!
الصديقة تسرق الصديق
اشترى سيارة جديدة من احدى شركات السيارات بالتقسيط.. وباعها بأقل من سعرها الحقيقي لأول زبون.. ووضع ثمنها الذي يربو عن ستين الف ريال في جيبه واقلعت به الطائرة الى احدى الدول العربية.. وهناك تعرف على فتاة جميلة تأخذ العقل.. وبعد يومين من تعرفه عليها اعلن لها حبه وعشقه وهيامه.. فأعطته المزيد من الحنان والغرام عندما رأت رزم أوراق (البنكنوت) التي تملأ حقيبته؟!
وحتى يؤكد لها ذلك (النشمي) انه يذوب في غرامها.. وانها اصبحت جزءاً منه أعطاها الرقم السري لتحضر له منها ما يكفي لتمضية سهرة تلك الليلة.. ولم تفوّت الفتاة تلك النفحة الكرمية من ذلك (النشمي) فأخذت كل ما في الحقيبة من نقود ونقلتها الى حقيبتها.. وعادت له على وجه السرعة بمبلغ قليل.. واعطته اياه بحجة قلقها عليه، وانها لا تريده ان يضيع فلوسه في تلك السهرة.. فصدقها.. وازدادت مكانتها في عينه.
وفي الملهى استأذنت منه للذهاب الى احدى صديقاتها في ركن آخر من المكان.. وانتظر طويلاً ولكنها لم تعد.. وبعد ان فرغ صبره عاد الى الشقة لعله يجدها هناك.. ولكنه اكتشف انها هربت بكل ما يحمله معه من نقود، وصادف انها تركت له جواز السفر والتذكرة.. ليعود للوطن بخيبة الامل.. وليجد الاقساط في انتظاره؟!
بطاقة الصراف تسحب الحساب
هذه حكاية شاهدتها بنفسي مع صديقي اثناء سفرنا الى احدى البلاد العربية.. فقد احتجت يوماً الى سحب مبلغ من المال من جهاز الصراف الآلي.. وذهبت مع صديقي الى موقع الجهاز فوجدنا قبلنا عدداً من الاشخاص يريدون السحب كان من بينهم شخص اعطى بطاقته لفتاة كانت معه.. وقامت تلك الفتاة بالسحب عن طريق رقم الحساب الشخصي لذلك الشاب الذي كانت تحفظه عن ظهر قلب..
وعندما اعادت له تلك الفتاة البطاقة.. واعطته المبلغ الذي سحبته.. سمعت الشاب يحدثها بلهجة سعودية مما لفت انتباهنا وحرك فضولي.. فأستوقفته مستوضحاً منه هل هو سعودي.. أم غير ذلك؟!
أخبرني انه سعودي.. فأستأذنته ان يبتعد قليلاً عن الفتاة التي كانت تقف غير بعيد عنا.. ورغم تردده في بداية الامر الا انه وافق بعد ان عرفته بنفسي.. واكدت له استغرابي ان يعطي بطاقته ل "فتاة" غريبة.. ويكشف لها رقم حسابه السري.. فمثل هذا قد يغري الفتاة بسرقته وهو لا يدري.. ولكنه تململ.. ورفض هذا الاتهام لتلك الفتاة لأنه يعرفها من زمن طويل.. وهي محل ثقته؟!
بعد يومين قابلت ذلك الشاب الذي سارع هو ليخبرني بالحقيقة.. مؤكداً انه بعد حديثي بيومين.. ذهب بمفرده وراجع حسابه ليكتشف ان مبلغاً كبيراً قد سحب من رصيده بمعدل خمسة آلاف ريال سعودي يومياً.. واكتشفت ان تلك الفتاة كانت تستغل غفلته في بعض الاحيان.. وتركه بطاقته معها لتصرف من حسابه دون علمه.. وانه عندما واجهها باكتشافه هربت منه.. ولم تعد؟!.. ويحمد الله انه عرف ذلك قبل ان تستولي على كل رصيده؟!..
البخشيش.. اغرى بهم
كانوا مجموعة من الاصدقاء.. سافروا إلى احد البلاد العربية بواسطة البحر وبعد ان وصلوا إلى ذلك البلد.. واستأجروا احدى الشقق.. ذهبوا لاحد المطاعم.. وكان أحدهم يحب المظاهر.. وبعد تناول طعام الغداء قدم للجرسون (بخشيشاً) كبيراً.. مما اغرى به الجرسون.. فسألهم عن مكان سكنهم لأنه يريد ان يخدمهم.. فاعطوه العنوان؟!
بعد يوم جاء ذلك الجرسون وعندما فتح له احدهم الباب.. وجده يدخل وبصحبته فتاتان لم يتجاوز عمر أكبرهما السابعة عشرة.. ولم يكد ذلك الجرسون وفتاتيه يدخلان إلى الشقة ويغلق الباب.. حتى طرق الباب مرة اخرى بقوة.. وعندما فتحوا الباب.. وجدوا ضابطاً بكامل ملابسه العسكرية يدخل وهو يهدد ويتوعد اولئك الشباب بالعقاب.. لأنهم يغرون الفتيات الصغيرات على الفساد بنقودهم.. وحتى تنطلي الخدعة قام الضابط بصفع ذلك الجرسون صفعة قوية ارتعدت لها فرائضه وبدأ يتوسل ومعه الفتيات للضابط ان يستر عليهم.. وان لا يفضح امرهم؟!
أسقط في يد الشباب.. واكدوا للضابط المزيف انهم لم يطلبوا شيئاً ولم يغروا أحداً.. وان الفتيات دخلن لشقتهم للتو دون رغبة منهم .. ولكن كل هذه الاعذار لم تفد شيئاً واصر على ذهابهم لمركز الشرطة.. فأخذ الجرسون يتوسل للشباب ان يفعلوا شيئاً لانقاذه من هذه الورطة.. وأسر لهم ان يعطوه مبلغاً من المال فهو لم يفعل ما فعله إلا من اجل ذلك.. وامام هذه المشكلة اضطر الشباب ان يعطوه مبلغاً كبيراً من المال.. ليكتشوا فيما بعد ان كل ما حصل لهم مجرد تمثيلية لابتزازهم.. وقد نجحت التمثيلية.. وكلفتهم عشرين ألف ورقة نقدية!
ضاعت الحقيبة
عند العودة يستغل الكثير من ضعاف النفوس الطيبة الزائدة من بعض السعوديين، وثقتهم في أمانة الحمالين الذين يتولون نقل الحقائب من غرف الفندق.. أو الشقة إلى السيارة التي ستقل الاسرة إلى المطار للعود إلى الوطن..
في احدى البلاد العربية كان رب الاسرة وجميع افرادها في صالة الشقة استعداداً للذهاب للمطار.. وكان الأب يستعجل البوابين من اجل سرعة انزال الحقائب إلى السيارة الواقفة اسفل العمارة.. ولم يحاول احد من افراد الأسرة مرافقة البوابين اثناء انزالهم العفش وانما اكتفوا بالبقاء في الشقة حتى يتم انزال جميع الحقائب..
عند ذلك نزل الجميع للسيارة وفي التفاتة اخيرة من الأب لاحظ ان احدى الحقائب المميزة.. والتي تضم اغلى ما تحمله الاسر من مصوغات ذهبية ونقود غير موجودة.. بدأ البحث عن الحقيبة.. لكن دون جدوى.. لأن الحمالين "بوابي العمارة" انكروا معرفتهم باختفائها..
اسقط في يد الوالد.. وكان الوقت يداهمه لأن موعد الرحلة قد بدأ يقترب فأضطر إلى تسليم امره لله.. بعد ضياع اغلى حقيبة نتيجة هذه الغفلة.. والتسليم بأمانة أولئك البوابين الذين لم يفوتوا تلك الفرصة.. واستطاعوا ان يصطادوا تلك الحقيبة الدسمة الذين لاشك انهم رصدوها جيداً من خلال دخولهم وخروجهم على الأسرة اثناء بقائهم في الشقة لاحضار طلباتها؟!
كلمة أخيرة
الطيبة المتناهية التي يمارسها بعض السعوديين أثناء سفرهم للخارج وعدم الحذر.. وترك امتعتهم وحقائبهم ونقودهم عرضة لعيون الداخلين والخارجين عليهم من عمال الفنادق.. والبوابين والشغالات وما في حكمهم..
وهذه الطيبة والتي تصل في الكثير من الاحيان إلى درجة عدم المبالاة مما يغري ضعاف النفوس بهم.. وقد يعرضهم للكثير من المشاكل التي باذن الله لن يتعرضوا لها لو توخوا الحذر والحيطة، واعطوا لكل شيء ما يستحقه من الاهتمام وعدم الغفلة.
احد السعوديين اخبرني انه كثير السفر وانه زار معظم دول العالم.. ولكنه ولله الحمد لم يتعرض في يوم من الايام للسرقة لأنه كان يحرص على وضع نقوده واوراقه المهمة في مكان امين لا يصل اليه احد.. ولا يمكن ان تراه العيون..
واكد لي العديد من السعوديين الذين التقيت بهم.. والذين طلبوا عدم ذكر اسمائهم.. ان الكثير من الشركات والمشاكل التي تقع للسعوديين في ط§ظ„ط®ط§ط±ط¬ لا تعلم عنها السفارات السعودية في الخارج.. اما لأن الذين يقعون فيها لايوصلونها للسفارات ربما نتيجة قناعة منهم على عدم اهتمام تلك السفارات بتلك المشكلات ومتابعتها مع سلطات تلك البلاد حتى في حالة سفر الشخص الذي تعرض لها من أجل عدم تكرارها مع غيره من السعوديين مرة اخرى..
كما اكد لي البعض عن تجارب سابقة..
وربما لأن بعض السعوديين يعتقدون انهم لو اخبروا سفارة بلادهم بما تعرضوا له من مشكلات.. فإن السفارة ستعتبرهم هم الجاني على انفسهم.. وبالتالي فالافضل لهم ان يحتفظوا بما حدث لهم.. لان السفارة لن تفعل لهم شيئاً.. وهذا ربما ناتج عن تجارب سابقة، أيضاً حاول البعض ان يجعل السفارة تتدخل في حلها.. ولكن السفارة وقفت موقفاً سلبياً – على حد زعمهم – ولم تعر الأمر اهتماماً يذكر.. وهو امر اعتقد انه تغير كثيراً عما كان عليه في السابق.. واصبحت سفارات المملكة في ط§ظ„ط®ط§ط±ط¬ اكثر اهتماماً بأي شكوى تصلها من السعوديين اثناء تواجدهم في الخارج..
وهناك سبب آخر في تعرض بعض السعوديين لمثل هذه المشاكل وهو السماح بسفر الشباب من صغار السن دون توعية أو توجيه.. أو تعريف لهم بأوضاع البلاد التي يذهبون اليها.. ويفترض ان يكون في كل مطار.. وداخل كل طائرة كتيب للتوعية يعرف هؤلاء ط§ظ„ظ…ط³ط§ظپط±ظٹظ† بما عليهم ان يقوموا به.. خاصة لمن يسافر لأول مرة.. حتى لا يصبح السعوديون عرضة للابتزاز والنهب؟!
===========
منقول من جريدة الرياض
التصنيفات