قصير اكتشفت تشين أنها لا تستطيع أن تتعامل مع حماتها، فقد كانت شخصياتهم متباينة تماما، وكانت عادات كثيرة
من عادات حماتها تثير غضبها علاوة على أن حماتها كانت دائمة الانتقاد لها.
أيام تلت أيام، وأسابيع تبعت أسابيع ولم تتوقف تشين وحماتها عن المجادلات والخناقات، ولكن ما جعل الأمور أسوأ،
أنه طبقا للتقاليد الصينية القديمة، كان على تشين أن تركع وتنحنى أمام حماتها وأن تلبى لها كل رغباتها..
وكان الغضب وعدم السعادة اللذان يملآن المنزل يسببان إجهادا شديدا وتعاسة للزوج المسكين..
أخيرا لم يعد في استطاعة تشين أن تتحمل أكثر من طباع حماتها السيئة ودكتاتوريتها وسيطرتها،
وهكذا قررت أن تفعل شيء حيال ذلك فذهبت تشين لمقابلة صديق والدها مستر هوانج وكان بائعا للأعشاب.
شرحت تشين له الموقف وسألته لو كان في إمكانه لو يمدها ببعض الأعشاب السامة حتى يمكنها أن تحل مشكلتها مرة والى الأبد..
فكر مستر هوانج في الأمر للحظات وأخيرا قال لها:
"تشين أنا سأساعدك في حل مشكلتك، ولكن عليك أن تصغي لي وتطيعي ما سأقوله لك"
أجابت تشين قائلة: "نعم يا مستر هوانج أنا سأفعل أي شيء تقوله لي"..
انسحب مستر هوانج للغرفة الخلفية ثم عاد بعد بضعة دقائق ومعه لفافة من الأعشاب وقال لها:
"تشين ليس في وسعك أن تستخدمي سما سريع المفعول كي تتخلصي من حماتك، وإلا ثارت حولك الشكوك،
ولذلك سأعطيك عدداً من الأعشاب التي ستعمل تدريجيا وببطء في جسمها، وعليك أن تجهزي لها كل يومين طعام
من الدجاج أو اللحم وتضعي به قليل من هذه الأعشاب في طبقها، وحتى تكوني متأكدة أنه لن يشك فيك أحد عند موتها،
عليك أن تكوني حريصة جداً.. وأن تصير تصرفاتك تجاهها صديقة ورقيقة، وألا تتشاجري معها أبداً، وعليك أيضا أن تطيعي كل رغباتها, وأن تعامليها كما لو كانت ملكة".
سعدت تشين بهذا وأسرعت للمنزل كي تبدأ في تنفيذ مؤامرتها لتتمكن من اغتيال حماتها..
مضت أسابيع ثم توالت الشهور وكل يومان تعد تشين الطعام لحماتها وتضع بعض من الأعشاب في طبقها..
وتذكرت دائما ما قاله لها مستر هوانج عن تجنب الاشتباه، فتحكمت في طباعها وأطاعت حماتها وعاملتها كما لو كانت أمها.
بعد 6 شهور تغير جو البيت تماما، مارست تشين تحكمها في طباعها بقوة وإصرار،
حتى أنها وجدت نفسها غالبا ما لا تفقد أعصابها حتى حافة الجنون أو حتى تضطرب كما كانت من قبل..
ولم تدخل في جدال مع حماتها، التي بدت الآن أكثر طيبة وبدا التوافق معها أسهل!
تغير اتجاه الحماة من جهة تشين وبدأت تحبها كما لو كانت ابنتها، واستمرت تذكر للأصدقاء والأقرباء أن تشين هي أفضل زوجة ابن يمكن لأحد أن يجدها.
وأصبحت تشين وحماتها الآن يعاملان بعضهما كما لو كانتا بنت ووالدتها..
وأصبح زوج تشين سعيدا بما قد حدث من تغيير في البيت وهو يرى ويلاحظ ما يحدث.
وفي أحد الأيام ذهبت تشين مرة أخرى لصديق والدها مستر هوانج وقالت له: "عزيزي مستر هوانج،
من فضلك ساعدني هذه المرة في منع السم من قتل حماتي، فقد تغيرت إلى امرأة لطيفة وأنا أحبها الآن مثل أمي،
ولا أريدها أن تموت بسبب السم الذي أعطيته لها"
ابتسم مستر هوانج وهز رأسه وقال لها:
"أنا لم أعطيك سما على الإطلاق، لقد كانت الأعشاب التي أعطيتها لك عبارة عن فيتامينات لتحسين صحتها والسم الوحيد كان في عقلك أنت وفى اتجاهاتك من نحوها ولكن كل هذا قد غسل الآن بواسطة الحب الذي أصبحت تكنينه لها".
هل أدركت يا أخي أنك كما تعامل الآخرين سيعاملونك هم.. في الصين يقولون الشخص الذي يحب الآخرين سيكون هو أيضا محبوباً.
