أسباب الحموضة … وعلاجها لرجيم صحي

كيف تبدأ .. وكيف يمكن إيقافها ؟

هناك أنبوب يُسمي المرئ يصل الطعام من الحلق إلى المعدة .. عند إلتقاء الجزء السفلي من المرئ بالمعدة ، يوجد صمام عضلي يُسمى بالصمام العضلي السفلي للمرئ. يعمل هذا الصمام على إبقاء حامض المعدة داخل المعدة وعدم إرتداده أو تسربه إلى المرئ.

في بعض الأحيان يكون هناك خلل في الصمام فيتكرر فتحه أكثر من اللازم ، أو أطول من اللازم ، أو لا يحكم الإغلاق بما فيه الكفاية. في هذه الحالة فإن حامض المعدة يمكنه أن يرتد ويتسرب إلى المريء ويسبب الشعور بحرقان في منتصف الصدر في إتجاه الحلق ، وأحيانا تشعر بطعم الحامض المُر في الجزء الخلفي من الحلق وفي فمك!

وعادة يضرب الحرقان ضربته بعد الوجبات ، ويمكن أن يستمر عدة ساعات ، وتزداد المشكلة سوءا عند الإنحناء أو الإستلقاء.

الحرقان أوحموضة المعدة هي من أكثر مشاكل الجهاز الهضمي شيوعا على مستوى العالم .. نحو عشرين في المائة من سكان العالم يشكون من حموضة المعدة على الأقل مرة أسبوعيا

الأعراض والمشاكل الصحية التي قد يسببها الإرتداد المَعدي المريئي

1- الشعور بحرقان في منطقة الصدر في إتجاه الحلق ، وأحيانا تشعر بطعم الحامض المُر في الجزء الخلفي من الحلق وفي فمك
2- آلام بالصدر (قد تشبه آلام الذبحة الصدرية رغم أنه ليس لها علاقة بالقلب)
3- كحة مزمنة
4- ربو شعبي
5- بحة في الصوت
6- الإصابة بالغصة (أو الشـرقة) خاصة أثناء النوم
7- إلتهاب مزمن بالحلق (لا يخف بالمضادات الحيوية) وأحيانا تشعر وكأن جسم غريب ملتصق بحلقك
8- إلتهابات وتقرحات بالمرئ (وفي حالات قليلة ونادرة جدا سرطان المرئ)

كل هذه الأعراض والمشاكل الصحية سببها هو إرتداد حامض المعدة إلى المرئ ، ومنه إلى الحلق ، وربما يتسرب بعد ذلك من الحلق إلي الحنجرة والأحبال الصوتية ثم الشعب الهوائية محدثا إلتهابات ، وربما تقرحات ، بكل الأنسجة التي يمر بها ويلامسها.

كيفية علاج الحرقان أو حموضة المعدة

1- تجنب الأطعمة التي تعزز من إنتاج حامض المعدة : مثل الحـار (الفلفل والشطة) ، والحامض (عصير البرتقال والليمون والجريب فروت والمخللات) ، والطماطم ومنتجات الطماطم ، ومادة الكافايين (الموجودة في القهوة والشاي المغلي ومشروبات الكولا الغازية مثل البيبسي كولا والكوكا كولا)

2- تجنب الأطعمة التي تعزز من إرتخاء الصمام العضلي : مثل النعناع والشيكولاتة والأطعمة الدسمة (الغنية بالدهون)

3- تجنب السلوكيات التي تعزز من إرتداد الحامض للمريء :
– تجنب حشو المعدة بالطعام .. وجبات صغيرة بشكل متكرر أفضل من وجبة أو وجبتين كبيرتين
– تجنب الإستلقاء بعد الوجبات مباشرة .. إنتظر ساعتين أو ثلاثة حتي تفرغ المعدة محتوياتها
– تجنب الإستلقاء في وضع أفقي تماما .. إرفع رأس السرير 30 درجة (15 – 20 سنتيمتر). هذا يُسرع من عودة الحامض إلى المعدة ثانية (لعمل ذلك يمكنك وضع وسادة أو ما شابه تحت المرتبة عند رأس السرير)
– تجنب الملابس الضيقة خاصة عند منطقة البطن .. الملابس الضيقة تضغط على المعدة وتعزز إرتداد الحامض
– تجنب زيادة الوزن .. أنقص من وزنك إذا كنت بدينا فالدهون الزائدة في البطن تضغط على المعدة وتعزز إرتداد الحامض
– تجنب التدخين .. أقلع فورا فالنيكوتين يعزز من إرتخاء الصمام العضلي ويزيد من فرص إرتداد الحامض

4- وأخيرا .. تناول الأدوية التي تثبط إفراز حامض المعدة وهي كثيرة وإستخدامها آمن جدا حتى لو كان لفترات طويلة (وأفضلها المركبات التي شقها الأخير "برازول" مثل : الأومي برازول ، واللانسو برازول ، والبنتا برازول ، والرابي برازول) .. يمكن الإستفادة أيضا من الأدوية التي تحفز الحركة الطبيعية للجهاز الهضمي فتقلل من الإرتداد مثل الموتيليوم (وهو معروف أيضا بإستخدامه في حالات القئ أكرمكم الله)

هل يلزم عمل منظار في حالات حموضة المعدة (الإرتداد المَعدي المريئي) ؟

بالطبع لا .. أثبتت الكثير من الدراسات الحديثة أن معظم الأشخاص الذين يعانون من ط§ظ„ط­ظ…ظˆط¶ط© (الإرتداد المَعدي المريئي) كانت نتائج المنظار لديهم طبيعية جدا ، لذا لا يلزم عمل المنظار كإجراء روتيني في هذه الحالات.

يجرى المنظار فقط إذا كانت هناك علامات تنذر بالخطر ، مثل الحالات المصحوبة بقئ دموي ، أو براز غامق أسود بلون القطران أو القار (الزفت .. أعزكم الله) ، أو فقر دم ، أو صعوبة في البلع ، أو نقص في الوزن.