التصنيفات
الأدب العام

نوم هادئ ادب

الصديقة/ رقية صالح سعيد
بجائزة (100) ريال + اشتراك لمدة سنة بمجلة فراس عن مشاركتها بقصة: ( نوم هادئ)
وعنوانها: السعودية ص.ب 104121 جدة 21331

كان معاذ مثال الولد الطائع المهذب الخلوق، الكل يحبه فهو مجتهد في دراسته، محافظ على أداء الصلاة في وقتها مع الجماعة في المسجد، كان معاذ يقرأ القرآن كل ليلة قبل أن ينام حيث يتوضأ وضوءه للصلاة ثم يقرأ ما تيسر من القرآن، ثم بعد ذلك أذكار النوم ثم ينام على شقه الأيمن.

أما أخته هدى فكانت عكسه تماماً فهي تحب اللعب جداً، وتؤخر أداء الصلاة وبعض الأحيان تنسى أن تصلي فتذكرها والدتها فتصلي، وكانت لا تنام إلا في وقت متأخر، وعندما تريد النوم لا تقرأ القرآن ولا تقرأ أذكار النوم.

وذات ليلة نامت هدى بعد أن أجهدها التعب من كثرة اللعب، فقد نامت كعادتها قبل أن تقول أذكار النوم.. وكان الليل هادئاً والقمر بدراً.. وفجأة إذا بمعاذ يستيقظ على صوت بكاء وصراخ هدى.. فتوجه معاذ نحو سرير هدى، وقال لها ماذا بك يا هدى؟

قالت: رأيت في المنام أني أسقط في البحر ويأكلني الحوت و… فقال لها معاذ: لا تكملي يا هدى.. هذا الحلم من الشيطان يريد أن يخفيك..

قالت هدى: لكن يا معاذ كل يوم أحلم بأشياء مخيفة ومفزعة توقظني من نومي.. وأنت يا معاذ ألا تحلم مثلي! قال لها معاذ: لا أنا لا أحلم بمثل هذه الأشياء.

قالت هدى: لماذا لا تحلم بمثل ما أحلم به أنا؟ قال معاذ: لأني أقول أذكار النوم التي علمنا إياها والدنا..

قالت هدى: ما هي لقد نسيتها؟ قال لها معاذ: لقد نسيتها لأنك لا تقولينها، أما إذا كنت تقولينها باستمرار فلن تنسيها.

قالت هدى: لا تنسى يا معاذ أني صغيرة!!
فقال لها معاذ: أنت لست طفلة فالعام القادم سوف يكون عمرك ست سنوات، وسوف تدخلين المدرسة.. وهذه الأذكار يحفظها الصغار والكبار.. وإذا استمروا عليها وقالوها كل ليلة قبل النوم فلن ينسوها.

قالت هدى: إذن يا معاذ علمني إياها، أريد أن أنام نوماً هادئاً.. وأحلم أحلاماً جميلة!!
قال معاذ: حسناً يا هدى.. استمعي إليّ جيداً.

أولاً: وقبل كل شيء تحافظين على صلاتك في وقتها.
ثانياً: أن تنامي مبكراً. بعد صلاة العشاء.
وقبل أن تنامي توضئي وضوءك للصلاة، ثم تقرئي ما تيسر لك من القرآن الكريم إن أردت ذلك.. أو استرجعي ما تحفظين، ثم انفضي فراشك ولحافك..

قالت هدى: ولماذا أنفض فراش ولحافي. قال معاذ: حتى لا يكون بداخله حشرة تؤذيك.
ثم بعد ذلك تجمعين يديك وتقرئين سورة الإخلاص ثلاث مرات، ثم تنفثين في يديك وتمسحين ما استطعت من جسدك، تبدئين برأسك وتنتهين إلى ما انتهت يداك.. ثم تجمعين يديك مرة ثانية وتقرئين فيهما سورة الفلق ثلاث مرات، وتفعلين كما فعلت في سورة الإخلاص، ثم بعد ذلك تقرئين سورة الناس ثلاث مرات وتفعلين كذلك، ثم بعد ذلك تقرئين آية الكرسي وخواتيم سورة البقرة، من غير أن تمسحي بهما جسدك.

قالت هدى: لكن يا معاذ لقد نسيت آية الكرسي وخواتيم سورة البقرة.
قال معاذ: سأراجعها لك يومياً.. وكذلك سوف يساعدك والدانا في استرجاعها.
قالت هدى: حسناً ثم ماذا..؟
قال معاذ: ثم تقولين: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، ثلاث مرات.

ثم تقولين: باسمك ربي وضعت جنبي، وبك أرفعه، فإن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين.

ثم تقولين: بسمك اللهم أموت وأحيا.
ثم تنامين على شقك الأيمن.

وإذا رأيت حلماً مخيفاً في منامك واستيقظت فانفثي عن يسارك ثلاث مرات- وتعوذي بالله من شره- ولا تخبري به أحداً فإنه لن يضرك إن شاء الله.

وإذا رأيت حلماً جميلاً فأخبري به من تحبين وفسريه بخير حتى يتحقق لك، وإذا استيقظت من نومك فقولي.. الحمد لله الذي أحياني بعدما أماتني وإليه النشور.

هذه هي أذكار النوم.. وسوف تنامين نوماً هادئاً مريحاً والآن استعيذي بالله وقولي أذكار النوم.. وسوف ترين النتيجة!

فعلت هدى كما قال لها معاذ.. فأخذت تغط في نوم ظ‡ط§ط¯ط¦ مريح، وفي الصباح.. أخبرت هدى والدتها ما حصل لها البارحة وكيف أن معاذ علمها أذكار النوم وأنها نامت بعد ذلك نوماً هادئاً لم تنم مثله قط، وقالت: لقد غفلت يا أمي عن هذه الأذكار وفوائدها وتركت الفرصة للشيطان حتى يخيفني..

قالت لها والدتها: لا تنسي يا حبيبتي هدى أن هذه الأذكار علمنا إياها رسول الله – صلى الله عليه وسلم- وإننا عندما نقولها ونقول غيرها من الأذكار التي علمنا إياها رسولنا فإننا بذلك نفتدي به صلى الله عليه وسلم الذي أمرنا الله بطاعته والاقتداء به.. وأيضاً في هذه الأذكار حصن من الشيطان لنا كما أخبرنا رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم.

قالت هدى: كم أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أمي.

قالت لها والدتها: كلنا نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ونسأل الله أن يجمعنا به في جنة الفردوس إنه سميع عليم.

قالت هدى: آمين يا أمي، والآن هل تسمحين يا أمي أن تراجعي لي آية الكرسي وخواتيم سورة البقرة.

قالت لها والدتها: بكل سرور.
واخذت والدة هدى تسترجع مع هدى الآيات حتى استرجعتها.
ومن ذلك اليوم أصبحت هدى مثال الفتاة المؤدبة الخلوقة، فهي حريصة على أداء الصلاة في وقتها وتساعد والدتها في أعمال المنزل ولا تنسى أذكار النوم والاستيقاظ، وأصبحت تحفظ العديد من الأذكار.

ومن ذلك اليوم لم تحلم هدى أحلاماً مفزعة بل كانت أحلامها جميلة وكان نومها هادئاً مريحاً..
ودودة.. ودودة.. انتهت الحدوته.


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.