ركبنا السيارة وانطلقنا بسرعة كبيرة
كنت انا واولادي في الخلف وزوجي ورجل يجلس بجانبه ليعينه على القيادة
فالطريق متعبة والمسافة طويلة
طلبت من زوجي عدة مرات ان يقلل من سرعة السيارة
الا انه رفض بحجة ان الطريق خاوية ولا يوجد خوف وانه يريد الوصول في نفس اليوم
شعرت بالقلق ولكن لم يكن بيدي سوى الاكثار من الاستغفار والتسبيح وذكر الاوراد
حتى انني شعرت في احدى اللحظات بالنعاس فقمت بغسل وجهي بالماء!!!
كي لايفتر لساني عن ذكر الله
مرت ثلاث ساعات وبدأت اشعة الشمس تزداد حرارة والطريق صحراوي
فالرمال تحيط بنا من الجانبين
وفجأة!!
سمعنا صوت انفجار
نظرت بسرعة الى الجانب الايسر
فوجدت شيئا اسود اللون يتطاير والغبار قد بدأ يملؤ المكان
علمت حينها ان عجلة السيارة الخلفية قد انفجرت
حاول زوجي التحكم بالسيارة الا انه لم يستطع ذلك ، بسبب السرعة!!
انحرفت السيارة ناحية اليسار
في تلك اللحظة لم افكر في شيء
اعتقدت باننا سنصطدم بتل من الرمال وسيتوقف كل شيء
ولكن لم يحدث ذلك
حتى ابني الرضيع والذي كان نائما فوق رجلي لم افكر فيه >>> وهذا اكثر شيء احزنني في الموضوع
بدأت اشعر وكانني اتحرك من الكرسي
فالسيارة بدأت بالانقلاب
حينها صرخت بأعلى صوتي ودون شعور مني
أشهد ان لاإله إلا ط§ظ„ظ„ظ‡ وأشهد أن محمدا رسول الله
نعم لقد نطقت بالشهادتين وسمعني كل من في السيارة
انطقني اياها ط§ظ„ظ„ظ‡
تعرفون لماذا؟؟!!
لان لساني طول الطريق لم يتكلم الا بذكر الله
انحشر جسمي بين الكرسي وباب السيارة
والسيارة تتقلب على الرمال
ودخلت الرمال في السيارة وعم الظلام
وفي اثناء ذلك سمعت صراخا
كان صراخ ابني الرضيع
نظرت في الاسفل فوجدت ابني منكبا على وجهه والزجاج والرمال تحته
والرجل الذي في الامام يحاول تجنب الوقوع فوقه
وانا محشورة
فما كان مني سوى ان امسكت بظهر الرجل كي لايقع فوق ابني
فالسيارة مازالت تتحرك
وصوت العجلات يدوي
حاول زوجي الوصول للمفتاح واخيرا استطاع اغلاق تشغيل السيارة وتوقفت العجلات عن الدوران
حاول زوجي كسر الزجاج الامامي المتهشم للسيارة ولكن لم يستطع
ولكن والحمدلله
جاءنا عدد من الرجال وقاموا بفتح الباب
طبعا الباب كان بالاعلى فالسيارة مائلة على الجنب
وتم اخراج كل الركاب ، عداي انا
لاني كنت محشورة
حاولت فك نفسي
واخيرا استطعت ذلك وحملت ابني للاطمئنان عليه
كنت اسمع زوجي وهو بالخارج يبحث عني ويصرخ باسمي واسم ابني ( فديته)
هنا ناولت طفلي احد الرجال وقفزت من السيارة مسرعة ( خفت ان تنفجر السيارة )>>> متأثرة بالافلام
واحتضنت ابني لاهدئ من روعه وكانت الدماء تغطي وجهه
طلبت ماءا فاحضروه لي
غسلت وجهه كي اعرف مصدر الدماء
والحمدلله كانت من انفه وليس من راسه
فعملت على الامساك بالجرح كي يلتئم
اما الباقيين فقد اصيبوا اما برضوض او كسور بسيطة
لحظات كانت بمثابة ساعات
ورغم مرور السنين على تلك الحادثة الا انني الى هذه اللحظة اتذكر كل ثانية مرت علي في تلك الحادثة
لاتتوقفي عن ذكر ط§ظ„ظ„ظ‡ في كل وقت وزمان
تحياتي..