رسالتي اليوم بعنوان ط§ظ„ط؛ظپظ„ط© ط§ظ„ظ‚ط§طھظ„ط© اختصرتها من منشورات دار ابن خزيمة أسأل الله تعالى أن ينفع بها
ما قيمة حياة الأجساد إذا ماتت قلوبها ؟
وما وزنك يا إنسان إذا قتلت الفغلة والذنوب ماء حياءك ؟
وكيف سيومض بريق الغيرة في حسك وقد تعطلت حواسك ؟
بل كيف سينبض قلبك ويتحرق عصبك وقد استبدت بك الذنوب وصارت الشهوات مطلبك وأضحى الهوى لك ربا وإلها ؟
اعلموا رحمكم الله : أن ط§ظ„ط؛ظپظ„ط© :
تطمس بصيرة القلب وتسودها وتغلفها فتحجب عن رؤية الحق أو الإحساس بالذنب ، فتراه حينئذ عبد لكل شهوة خائبة ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون )
وتعمي الأبصار : تعمى عن كل طاعة وهدى ، فلا ترى إلا طريق الغي والردى ، ترى سراب الشهوات تحسبه ماء يروي ظمأها وترى ظلال الطاعة فتحسبه نارا ينغص بردها وسلامتها فحاله كما قال ربنا ( وجعلنا من أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون )
وتنسي صاحبها ربه .. ثم تنسيه نفسه حتى يهلكها ويظن أنه يحسن صنعا ( نسوا الله فأنساهم أنفسهم )
وتضيق الصدر وتنكد الفرح وتوجب التعاسة والترح ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى )
إذا ط§ظ„ط؛ظپظ„ط© قاتلة :
للحس
والانشراح
والنور
والقلب
فتراه لاحياة فيه إلا ظاهر حركاته كأنه قبر يدب على الأرض ! ! قال تعالى
فما واقع ط§ظ„ط؛ظپظ„ط© في الحياة ؟ وما مظاهرها ؟ وما علاجها ؟
واقع ط§ظ„ط؛ظپظ„ط© في الحياة :
أنها تقتل قلب صاحبها فلا يرى مصلحته االدنيوية والأخروية لذلك نهى الله عنها فقال : ( واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين ) ( ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا )
من مظاهر ط§ظ„ط؛ظپظ„ط© :
الغفلة عن ذكر الموت : الذي هو مصير كل حي ، فقليل من يذكره ويخافه مستعدا له ، وأغلبهم ألهتهم الشهوات وصرفتهم عن الآخرة المغريات ( اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون )
كيف نغفل وقد كتبت الآجال ووقتت الأعمار واقتربت الأنفاس من النهاية والعذاب واقع لا محالة وأن المصير إلى قبر قد تهيأ فيه ملكان للسؤال والاختبار
كيف نغفل ولا نملك حياة ولا أوقات ونساق فلا ندري أنصبح أم نمسي ؟ ! !
قال شقيق البلخي : يقول الناس ثلاثة أقوال فخافوها : قالوا نحن عبيد الله ، وهم يعملون عمل الأحرار وهذا خلاف قولهم
وقالو : إن الله كفيل بأرزاقنا ، وهم لا تطمئن قلوبهم إلا بالدنيا وهذا خلاف قولهم
وقالوا : لابد لنا من الموت ، وهم يعملون عمل من لا يموت وهذا خلاف قولهم .
حفر الربيع بن خيثم قبرا في بيته فكان إذا وجد قسوة في قلبه رقد فيه وقرأ ( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت ) ثم يقول : قد أرجعت الآن فاعمل قبل أن لا ترجع . وقال سفيان : من أكثر ذكر القبر وجده روضة من رياض الجنة ومن غفل عنه وجده حفرة من حفر النار . وقال رجل لأم الدرداء : إني أجد قسوة في قلبي وأملا بعيدا ، قالت : اطلع على القبور واشهد الموتى
فالقبور فيها نتائج الأعمال إما نعيم أو عذاب ، فلا تغفل عنها بطول الأمل وحب الدنيا وما فيها ، واطلع على قسم الحوادث والطوارئ في المستشفيات فهذه توقظ الغافل وتزيد العابد خشوعا .
إلى أين ؟ ( حساب وجزاء ) فانظر موقعك من الهدى فإن خاتمتك بحسب ذكرك للممات واستعدادك له لحديث ( من مات على شيء بعثه الله عليه ) رواه الحاكم في صحيح الجامع رقم 6416
وما أدري وإن أمَّلت عمرا لعلي حين أصبح لست أمسي
ألم تر كل صباح يوم وعمرك فيه أقصر من أمسِ
قال عون بن عبدالله : ما أنزل الموت حق منزلته من عدَّ غدا من أجله ( عمره ) فكم من مستقبل يوم لا يكمله وكم من مؤمل لغد لا يدركه ، وإنكم لو رأيتم الأجل ومسيره لأبغضتم الأمل وغروره .
وقال : إن من أنفع أيام المؤمن له في الدنيا : ما ظن أنه لا يدرك آخره .
وقال بكر المزني : إذا أردت أن تنفعك صلاتك فقل : لعلي لا أصلي غيرها . وهو مأخوذ من قوله صلى الله عليه وسلم ( صل صلاة مودع )
وطرق بعض السلف باب أخ له فسأل عنه فقيل ليس هو بالبيت ؟ فقال متى يرجع ؟ قالت الجارية : من كانت نفسه في يد غيره ! من يعلم متى يرجع ؟
للحديث بقية